التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ
٣٠
-الأنفال

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ } واذكروا وذكّر اذ يمكر بك { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } تذكيرٌ لما انعم عليه من النّجاة مع غاية مكر قريش حين اجتمعوا وتشاوروا فى دار النّدوة واجتمع رأيهم على قتله بالاتّفاق حتّى يكون من كلّ قبيلةٍ رجل فيتفرّق دمه على القبائل ولا يتيسّر لبنى هاشمٍ القصاص، وقصّتهم مذكورة فى الصّافى وغيره { لِيُثْبِتُوكَ } بالحبس { أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ } واذ يمكرون بأىّ نحو يتصوّر فهو معطوف على يمكر او هو عطف باعتبار المعنى كأنّه قيل: مكروا ومكر الله ويمكرون فى الحال { وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ } بأخذهم من حيث لا يعلمون او هو استنياف { وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } من حيث لا يمكن الاطّلاع على سبب اخذه لغاية خفائه من حيث لا يتخلّف المقصود من مكره.