التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنْكُمْ إِنَّيۤ أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٤٨
-الأنفال

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } عطف على اذ انتم بالعدوة او اذ يريكهم الله، او اذ يريكموهم على جواز عدّة معطوفات كلاًّ على سابقه { وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ } وكان تزيينه باذن الله ليقضى الله امراً كان مفعولاً { وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ } مجير لكم او مجاور تمثّل لهم بصورة شخصٍ بشرىّ يقال له سراقة كما فى الخبر، او اوقع فى روعهم ذلك وسوس اليهم انّ الثّبات على الاصنام وحفظ دينهم امرٌ آلهىّ وهو مجيرهم ويحفظهم { فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ } رجع القهقرى وهو مثل يضرب لمن خاب من مأموله ورجع عن طلبه { وَقَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنْكُمْ إِنَّيۤ أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ } يعنى الملائكة { إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } من كلامه او من كلام الله عطفاً على قال، فى الخبر: انّ ابليس كان فى صفّ المشركين آخذاً بيد الحارث بن هشام فنكص على عقبيه فقال له الحارث: يا سراقة اتخذلنا على هذه الحال؟ - فقال: انّى ارى مالا ترون، فقال: والله ما ترى الاّ جواسيس يثرب، فدفع فى صدر الحارث وانطق وانهرم النّاس، فلمّا قدموا مكّة قال النّاس: هزم سراقة فقال: والله ما شعرت بمسيركم حتّى بلغنى هزيمتكم فقالوا: انّك اتيتنا يوم كذا فحلف لهم فلمّا أسلموا علموا انّ ذلك كان الشّيطان.