التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
١١٦
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ابتداء كلام غير مرتبط بالسّابق او تعليل لعلمه بكلّ شيءٍ، او تعليل لنسبة الاضلال والهداية والتّبيين الى نفسه، او جواب لسؤالٍ عن حالهم مع الله ونسبته تعالى اليهم { يُحْيِـي } بالحياة الحيوانيّة او بالحياة الانسانيّة { وَيُمِيتُ } هكذا { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ } يتولّى اموركم بجلب ما هو خيركم اليكم { وَلاَ نَصِيرٍ } يدفع عنكم شروركم وقد مضى مراراً انّ النّبىّ (ص) بولايته هو الولىّ الّذى يتولّى امور التّابع من اصلاح حاله فى نفسه وبنبوّته ورسالته هو النّصير الّذي ينصر التّابع بدفع الشّرور عنه، وهذا النّفى لدفع توهّم يرد على قلب المريد النّاقص حيث لا يرى من شيخه المرشد الاّ بشريّته وكذا من شيخه الدّليل فيظنّ انّهما بحسب البشريّة او بانفسهما يتولّيان مستقلّين او بالاشتراك مع الله تعليم المريد واصلاحه، فرفع هذا الوهم بحصر ذلك فى نفسه بمعنى انّهما فى تولّى أمور المريد ليسا الاّ مظهرين والظّاهر المتولّى هو الله لا هما وحدهما ولا باشتراكهما مع الله.