التفاسير

< >
عرض

فَسِيحُواْ فِي ٱلأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخْزِي ٱلْكَافِرِينَ
٢
وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
٣
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَسِيحُواْ فِي ٱلأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } اعلام وامهال نصفاً ورجاءً ان يتوبوا والمراد باربعة اشهر عشرون من ذى الحجة الى عاشر ربيع الثّانى، ونقل انّ فتح مكّة كان فى الثّامن من الهجرة ونزول سورة براءة فى العام التّاسع وحجّة الوداع فى العاشر واتّفق مفسّروا العامّة والخاصّة انّه بعث رسول الله (ص) ابا بكر اميراً على الموسم فقالت الخاصّة: بعثه بسورة براءة ثمّ نزل عليه الوحى ان لا يؤدّى عنك الاّ رجل منك فبعث عليّاً (ع) فلحق بأبى بكرٍ واخذ سورة براءة منه وقالت العامّة: نزل براءة بعد بعثه (ص) ابا بكر فبعث بعده عليّاً (ع) فقيل له (ص) فى ذلك فقال: "لا يؤدّى الا رجل منّى" وتفصيل فصّته مذكورة فى كتب الفريقين { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ } تهديد لهم بانّ الامهال لا ينفعهم { وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخْزِي ٱلْكَافِرِينَ وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } هذا نظير براءة من الله فى نيابة المصدر عن الفعل والعدول الى الرّفع { إِلَى ٱلنَّاسِ } وهذا من التّكرار المطلوب فى مقام التّهديد والغضب { يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } سمّى يوم النّحر بالحجّ الاكبر فى مقابل العمرة، او لانّ فى يوم النّحر معظم افعال الحجّ، او لانّه كان سنة حجّ فيها المسلمون والمشركون { أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } اى بانّ الله ورسوله عطف على المستتر فى بريءٌ وقرء بالنّصب عطفاً على اسم انّ { فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ } هذا ايضاً من التّكرير المطلوب فى مقام التّهديد { وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } من قبيل استعمال الضّدّ فى الضّدّ تهكّماً.