التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
٣٤
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ } اتى بالنّداء ومؤكّدات الجملة من انّ والّلام واسميّة الجملة امّا للاشعار بأنّ شأنهم التّحفّظ عن اموال النّاس بحيث ينبغى ان ينكر هذا منهم او يردّد فى وقوعه منهم حتّى يكون ابلغ فى الّذمّ والتّفضيح، او لتأكيد لازم الحكم الّذى هو المقصود منه من ذمّهم وتفضيحهم وتنفير النّاس منهم ومن اقوالهم { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن النّبىّ (ص) او عن الولىّ (ع) والمقصود التّعريض بأمّة محمّد (ص) ومن يأتى بعده بصورة الاحبار والرّهبان من المتسمّين بالعلماء والفقهاء بالصّوفيّة والعرفاء الّذين لا فقه لهم سوى ما يحصل به الاعراض والاغراض ولا معرفة لهم ولا تصوّف سوى الدّلق والحلق { وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ } امّا عطف على ليأكلون ووجه حسنه مع الاختلاف بالاسميّة والفعليّة الاشعار بانّ الّذين يكنزون الّذهب مشهور ذمّهم بحيث لا ينكر وانّ الاحبار والرّهبان هم الّذين يكنزون وقد اشتهر ذمّهم فلا تبالوا بقولهم، وامّا عطف على اسم انّ عطف المفرد او عطف على جملة انّ مع اسمها وخبرها بتقدير مبتدء او بتقدير خبر او مستأنف بجعل الّذين مبتدء وقوله فبشّرهم خبراً له وقد مرّ انّ ما يسمّونه واو الاستيناف هو واو العطف بلحاظ المعنى { وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } دخول الفاء فى الخبر على كونه خبراً لكون المبتدء فى معنى الّشرط.