التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٧٩
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ } يعيبون { ٱلْمُطَّوِّعِينَ } المعطين للصّدقات المستحبّة او المعطين للصّدقات مطلقاً المبالغين المعتنين بها { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ } متعلّق بيلمزون او بالمطّوّعين او بهما على سبيل التّنازع وهو امّا خبر مبتدءٍ محذوف، او مبتدء خبرٍ محذوفٍ، او مبتدء خبره فيسخرون او سخر الله منهم او قوله استغفر لهم او قوله ان تستغفر لهم (الآية) او بدل من قوله من عاهد الله وقوله تعالى لم يعلموا (الى آخر الآية) معترضة { وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ } الاّ قدر تعبهم فى التّحصيل والطّلب فيتصدّقون بما يتعبون انفسهم فى تحصيله، وقد ذكر فى نزوله انّ سالم بن عمير الانصارى جاء بصاعٍ من تمر فقال: يا رسول الله (ص) كنت اجرت نفسى ليلتى بصاعين من تمرٍ فجئت بصاعٍ اليك وتركت صاعاً لعيالى، وذكر فى نزوله ايضاً انّ عليّاً آجر نفسه فأتى باجرته الى النّبىّ (ص) فلمزه المنافقون { فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ } استعمال السّخرية فى الحقّ تعالى من باب المشاكلة اللّفظيّة والمشابهة المعنويّة وهى امّا دعائيّة فيكون عطف قوله { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } لكونه ايضاً دعائيّاً او باعتبار الاخبار اللاّزم لذلك الدّعاء كأنّه قال لهم سخط الله ولهم عذابٌ اليمٌ، او خبريّة فلا اشكال فى العطف.