التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ
٣٥
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ
٣٦
-النور

تفسير فرات الكوفي

قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعناً:
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في قول الله [تعالى. ر]: { مثل نوره كمشكوة فيها مصباح } قال: المشكوة العلم في [صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { في زجاجة } قال: الزجاجة صدر النبي [صلى الله عليه وآله وسلم. ر] [ومن. أ، ر] صدر النبي [ر: صدره] إِلى صدر علي [بن أبي طالب عليه السلام. ر] علمه النبي لعلي [عليه السلام. أ] { كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة } [زيتونة }. ر] قال: نور العلم { لا شرقية ولا غربية } قال: [من إِبراهيم خليل الرحمان إِلى محمد رسول الله [صلى الله عليهما وآلهما وسلم. ر] إِلى علي [بن أبي طالب عليه السلام. أ: صلوات الله عليه] { لا شرقية ولا غربية }. ر، أ] [قال. أ] لا يهودية ولا نصرانية { يكاد زيتها يضيء ولولم تمسسه نار، نور على نور } قال: يكاد العلم من آل محمد يتكلم بالعلم قبل أن يسأل عنه.
قال حدّثني جعفر بن محمد الفزاري معنعناً:
عن جابر رضي الله عنه قال أبو جعفر بلغنا والله أعلم أن قول الله تعالى: { الله نور السماوات والأرض مثل نوره } فهو [نور. أ] محمد صلى الله عليه وآله وسلم { كمشكوة } [قال. أ، ب]: المشكوة هو صدر نبي الله { فيها مصباح } وهو العلم { المصباح في زجاجة } فزعم أن الزجاجة أمير المؤمنين وعلم رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. ب] عنده، و أما قوله: { كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية } قال: لا يهودية ولا نصرانية { يكاد زيتها يضيء } قال: يكاد ذلك العلم أن يتكلم فيك قبل أن ينطق به الرجل { ولولم تمسسه نار، نور على نور }.
وزعم أن قوله: { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } [قال. أ، ر]: هي بيوت الأنبياء [عليهم الصلاة. ر] وبيت علي [بن أبي طالب عليه السلام. ر] منها.
قال: حدّثني جعفر بن محمد الفزاري معنعناً:
عن أبي عبد الله [عليه السلام. أ، ب] في قوله [تعالى. ر. أ: قول الله]: { الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح } الحسن مصباح [ب: المصباح] والحسين في زجاجة [{ الزجاجة. ب] كأنها كوكب دري } فاطمة كوكب دري من [ب. (خ ل): بين نساء العالمين { يوقد من شجرة مباركة [زيتونة }. ر] إبراهيم [الخليل. ر] [{ زيتونة. أ، ب.] لا شرقية ولا غربية } يعني: لا يهودية ولا نصرانية { يكاد زيتها يضيء } يكاد العلم ينبع منها.
قال: حدّثني جعفر بن محمد الفزاري معنعناً:
عن الحسين بن عبد الله بن جندب قال: اخرج [ر، أ: خرج] إِلينا صحيفة فذكر أن أباه كتب إلى أبي الحسن [عليه السلام. أ، ب] جعلت فداك إِنّي قد كبرت و ضعفت وعجزت عن كثير مما كنت أقوى عليه فأحب جعلت فداك أن تعلمني كلاماً يقربني من ربي [ر: بربي] ويزيدني فهماً وعلماً.
فكتب إِليه قد [أ، ب: وقد] بعثت إِليك بكتاب فاقرأه وتفهمه فإن فيه شفاء لمن أراد الله شفاه وهدىً لمن أراد الله هداه فأكثر من ذكر بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم وأقرأها على صفوان وآدم.
قال علي بن الحسين عليهما السلام: إِن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كان أمين الله في أرضه فلما قبض محمد [صلى الله عليه وآله وسلم. أ] كنا أهل البيت أمناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الإسلام، وإنا لنعرف الرجل إِذا رأيناه بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق، وإِن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم [ر: أسماءهم] و أسماء آبائهم، أخذ الله الميثاق علينا [وعليهم. أ، ب] يردون مواردنا ويدخلون مداخلنا، ليس على ملة إِبراهيم خليل الرحمان غيرنا وغيرهم.
إِنا يوم القيامة آخذين بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربه وإِن الحجزة النور، و شيعتنا آخذين بحجزتنا، من فارقنا هلك ومن تبعنا نجا، [مفارقنا. أ، ب] والجاحد لولايتنا كافر، وشيعتنا وتابع ولايتنا [ب (خ ل): ومتبعنا وتابع أولياءنا. ر: لولايتنا] مؤمن، لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن، من مات وهو محبنا [ب: يحبنا] كان حقاً على الله أن يبعثه معنا، نحن نور لمن تبعنا، ونور لمن اقتدى بنا، من رغب عنا ليس منا ومن لم يكن منا [ر: معنا] فليس من الإسلام في شيء.
بنا فتح الله وبنا يختمه وبنا أطعمكم الله عشب الأرض، وبنا أنزل الله عليكم قطر السماء، وبنا أمنكم الله من الغرق في بحركم ومن الخسف في بركم، وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان.
إِن مثلنا في كتاب الله كمثل المشكوة والمشكوة في [ب: هو] القنديل فنحن المشكوة { فيها مصباح } والمصباح [هو. ر] محمد صلى الله عليه وآله وسلم على! { المصباح في زجاجة } نحن الزجاجة { [الزجاجة] كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية } لا منكرة ولا دعية { يكاد زيتها } نورها { يضيء ولو لم تمسسه نار }، نور الفرقان [نور. ر] على نور يهدي الله لنوره } لولايتنا { من يشاء والله على كل شيء قدير } على أن يهدي من أحب لولايتنا، حقاً على الله أن يبعث ولينا مشرقاً وجهه نيراً برهانه عظيماً عند الله حجته، [حقاً على الله أن] يجيء عدونا يوم القيامة مسوداً وجهه مدحضة عند الله حجته، حقاً [أ، ر: حق] على الله أن يجعل ولينا رفيق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وحق [ب: حقاً] على الله أن يجعل عدونا رفيقاً للشياطين والكافرين وبئس أولئك رفيقاً.
لشهيدنا فضل [ر: افضل] على الشهداء بعشر درجات ولشهيد شيعتنا على شهيد غيرنا سبع درجات.
نحن النجباء ونحن أبناء الأوصياء ونحن أولى الناس بالله ونحن المخلصون [ب: المختصون. ق، ص: المخصوصون] في كتاب الله ونحن أولى الناس بدين الله، ونحن الذين شرع الله [لنا. ر] دينه فقال الله:
{ { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إِليك } يا محمد وما وصى به إِبراهيم وإِسماعيل [وإِسحاق. ب] ويعقوب، فقد علمنا و بلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم.
نحن ورثة الأنبياء ونحن ذرية أولي العلم
{ { أن أقيموا الدين } بآل محمد { { ولا تتفرقوا فيه } وكونوا على جماعتكم { { كبر على المشركين } من أشرك بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام { { ما تدعوهم إِليه } من ولاية علي { { إِن الله } يا محمد { { يجتبي إِليه من يشاء ويهدي إِليه من ينيب } [13/ الشورى 42] [قال. أ] من يجيبك إِلى ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال: حدّثني علي بن الحسين [معنعناً. ب]: عن الأصبغ بن نباتة! قال: كتب عبد الله بن جندب إِلى علي بن أبي طالب! عليه السلام: جعلت فداك إني [ب: إِن] فيّ ضعف فقوني. قال: فأمر علي الحسن! ابنه أن اكتب إِليه كتاباً قال: فكتب الحسن:
إِن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كان أمين الله في أرضه فلما أن قبض محمد [ص] وكنا أهل بيته فنحن أمناء الله في أرضه، عندنا علم المنايا والبلايا، وإِنا لنعرف الرجل إِذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، وإِن شيعتنا لمعروفون [ر، أ: المعروفون] بأسمائهم وأنسابهم، أخذ الله الميثاق علينا وعليهم [ر: منا (ظ) ومنهم]، يردون مواردنا ويدخلون مداخلنا، ليس على ملة أبينا إِبراهيم غيرنا وغيرهم، إِنا يوم القيامة آخذين بحجزة نبينا وإِن نبينا آخذ بحجزة [ربه والحجزة. ب] النور، وإِن شيعتنا آخذين بحجزتنا.
من فارقنا هلك ومن اتبعنا [ر: تبعنا] لحق بنا، والتارك لولايتنا كافر والمتبع لولايتنا مؤمن، لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن، ومن مات وهو محبنا كان حقاً [ر، أ: حقيق!] على الله أن يبعثه معنا.
نحن نور لمن تبعنا وهدىً لمن اقتدى بنا، ومن رغب عنا فليس منا، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء.
بنا فتح الله الدين وبنا يختمه وبنا أطعمكم الله عشب الأرض وبنا من الله عليكم [ب: امنكم الله] من الغرق، وبنا ينقذكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط والميزان وعند ورود [كم. ب، ر] الجنان.
وإِن مثلنا في كتاب الله كمثل المشكوة والمشكوة هي [ر، أ: هو] القنديل وفينا المصباح والمصباح محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته والمصباح في زجاجة [نحن. أ] الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة } علي بن أبي طالب [عليه السلام ب، ر] { لا شرقية ولا غربية } معروفة لا يهودية ولا نصرانية { يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه } نار، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء }.
وحقيق [ب: حق] على الله أن يأتي ولينا يوم القيامة مشرقاً وجهه نيراً برهانه عظيمة عند الله [تعالى. ر] حجته، وحقيق [ب: حق] على الله أن يجعل ولينا رفيق الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وحقيق [ب: حق] على الله أن يجعل عدونا والجاحد لولايتنا رفيق الشياطين والكافرين وبئس أولئك رفيقاً.
ولشهيدنا فضل على شهداء غيرنا بعشر درجات ولشهيد شيعتنا فضل على شهيد [ب، ر: الشهداء] غير شيعتنا بسبع درجات.
فنحن [أ: نحن] النجباء ونحن أفراط الأنبياء ونحن خلفاء [الله في. ب] الأرض ونحن المخصوصون [ب: المخلصون] في كتاب الله، ونحن أولى الناس بنبي الله، و نحن الذين شرع الله لنا الدين فقال في كتابه:
{ { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إِليك وما وصينا به إِبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } وكونوا على جماعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم { { كبر على المشركين } [13/ الشورى/ 42].
قال: حدّثني الحسين بن سعيد معنعناً:
عن فضيل بن الزبير قال: سألت [ر، أ: سمعت] زيد بن علي [عليهما السلام. ر] عن [ر، أ: من] هذه الآية: { في بيوت أذن الله [أن ترفع ويذكر } إِلى آخره. أ] قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]:
"هي بيوت الأنبياء، فقال أبو بكر: هذا منها- يعني بيت علي [بن أبي طالب. ر]-؟ فقال له النبي [صلى الله عليه وآله وسلم. أ، ب]: هذا من أفضلها" .