التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ
٣٣
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٣٤
-آل عمران

تفسير فرات الكوفي

فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعناً: عن حمران قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقرأ هذه الآية: إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين: قلت: ليس يقرأ هكذا [ر: كذا] قال: [ر: فقال:] أُدخل حرفٌ مكان حرفٍ.
فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعناً: عن خيثمة الجعفي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك أخبرني عن آدم ونوح كانا على ما نحن عليه؟ قال: يا خيثمة ليس أحدٌ من الأنبياء والرسل إلاّ وقد كانوا على ما نحن عليه، يا خيثمة إن الملائكة في السماء هم على ما أنتم عليه وهو قول الله تعالى { إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض } إنّما هم الصفوة الذين ارتضاهم لنفسه.
فرات قال: حدثني أحمد بن القاسم معنعناً:... عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال علي [بن أبي طالب. ر] [عليه السلام. ب، ر] للحسن [عليه السلام. ب]: قم اليوم خطيباً، وقال لأمهات أولاده: قمن فاسمعن خطبة ابني. قال: فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال ما شاء الله أن يقول ثم قال: إن أمير المؤمنين في باب ومنزل، من دخله كان آمناً ومن خرج منه كان كافراً، أقول قولي وأستغفر الله العظيم لي ولكم. ونزل فقام علي [عليه السلام.أ] يقبل [ب: فقبل] رأسه وقال: بأبي أنت وأمي. ثم قرأ { ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم }.
فرات قال: حدثني أبو جعفر الحسني [ب، أ: الحسيني] والحسن بن حباش معنعناً: عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال علي [بن أبي طالب. ر] [عليه السلام. ر، ب] للحسن: يا بنيّ قم فاخطب حتى أسمع كلامك. قال: يا أبتاه كيف أخطب وأنا أنظر إلى وجهك استحيي منك، قال: فجمع علي [بن أبي طالب عليه السلام. ر] أمهات أولاده ثم توارى عنه حيث يسمع كلامه فقام الحسن [عليه السلام. ب، ر] فقال: الحمد لله الواحد بغير تشبيه، الدائم بغير تكوين، القائم بغير كلفة، الخالق بغير منصبة، الموصوف بغير غاية، المعروف بغير محدودية، العزيز لم يزل قديماً في القدم، ردعت [أ: ودعت. ب: روعت] القلوب لهيبته، وذهلت العقول لعزته، وخضعت الرقاب لقدرته، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته، ولا يبلغ الناس كنه جلاله، ولا يفصح الواصفون منهم لكنه عظمته، ولا يقوم الوهم منهم [على. ب، أ] التفكر على مضامينه [ب: سيبه] ولا تبلغه العلماء بألبابها، ولا أهل التفكر بتدبير أمورها، أعلم خلقه به الذي بالحد لا يصفه، يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير.
أما بعد، فإن علياً بابٌ من دخله كان آمناً [ب، ر:مؤمناً] ومن خرج منه كان كافراً، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم. فقام علي [بن أبي طالب عليه السلام. ر] وقبل بين عينيه ثم قال: { ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم }.
فرات قال: حدثني محمد بن إبراهيم الفزاري معنعناً: عن أبي مسلم الخولاني قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فاطمة الزهراء عليها السلام وعائشة وهما يفتخران وقد احمرّت وجوههما فسألهما عن خبرهما فأخبرتاه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"يا عائشة أوما علمت أن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وعلياً والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة على العالمين" .
فرات قال: حدثني الحسين بن سعيد معنعناً: عن بريدة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي [بن أبي طالب. ر] [عليه السلام. ب، ر] إلى اليمن وخالد [اً. ب، أ] على [ب: إلى] الخيل [ن: الخيلى] وقال: إذا اجتمعتما فعلي على الناس. قال: فلما قدمنا إلى [أ: على] النبي صلى الله عليه وآله وسلم [و. أ] فتح على المسلمين وأصابوا من الغنائم غنائم كثيرة وأخذ علي [بن أبي طالب عليه السلام. ر] جارية من الخمس. قال: فقال خالد: [يا بريدة. ب، ر] اغتنمها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره وأنه يسقط من عينيه. فقال بريدة: فقدمت المدينة ودخلت المسجد فأتيت منزل النبي [صلى الله عليه وآله وسلم. ب، ر] ورسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. ب، ر] في بيته ونفرٌ على بابه جلوس قال: وإليك المفر [ب،ر: المقر] عند الناس أئمة‍! قال: فقالوا: يا بريدة ما الخبر؟ قال: خبر فتح الله على المسلمين فأصابوا من الغنائم مالم يصيبوا مثلها. قالوا: فما أقدمك [ر، أ: قدمك]؟ قال: بعثني خالد [كي] أخبر الناس [صلى الله عليه وآله وسلم بجارية. ر، ب] أخذها علي [بن أبي طالب عليه السلام. ر] من الخمس [قال: أ. ب: فقالوا:] فأخبره فإنه يسقط من عينيه. قال: ورسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. ر] يسمع الكلام. قال: فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم مغضباً كأنما يقفأ في حب الزمان فقال: "ما بال أقوامٍ ينتقصون علياً؟‍! من ينقص علياً فقد ينقصني، ومن فارق علياً فقد فارقني، إن علياً مني وأنا منه، خلقه الله من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم وفضل إبراهيم لي، ذرية بعضها من بعض، ويحك يا بريدة أما علمت أن لعلي [بن أبي طالب عليه السلام. ر] في الخمس أفضل من الجارية التي أخذها وإنه وليكم من بعدي" .
قال: فلما رأيت شدّة غضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت: يا رسول الله أسألك بحق الصحبة إلا بسطت لي يدك حتى أبايعك على الإسلام جديداً. قال: فما فارقت [رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ب، أ] حتى بايعته على الإسلام جديداً.
فرات قال: حدثني الحسن [ن:الحسين] بن علي بن بزيع معنعناً: عن أبي رجاء العطاردي قال: لما بايع الناس لأبي بكر دخل أبو ذر [الغفاري رضي الله عنه في. ر] المسجد فقال: أيها الناس { إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم } فأهل بيت نبيكم هم الآل من آل إبراهيم، والصفوة والسلالة من إسماعيل، والعترة الهادية من محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فبمحمد [أ: فمحمد] شرف شريفهم فاستوجبوا حقهم ونالوا الفضيلة من ربهم، [فأهل بيت محمد فينا.ب] كالسماء المبنية والأرض المدحية والجبال المنصوبة والكعبة المستورة والشمس الضاحية والنجوم الهادية والشجرة الزيتونة [ر: النبوة.أ (خ ل) المنبوتة] أضاء زيتها وبورك ما حولها، فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وصي آدم ووارث علمه وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وتأويل القرآن العظيم [و. أ، ر] علي بن أبي طالب [عليه السلام. ر] الصديق الأكبر والفاروق الأعظم ووصي محمد [صلى الله عليه وآله وسلم. ر] ووارث علمه وأخوه، فما بالكم أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها لو قدمتم [ر، أ (خ ل): قدمتموهم] من قدم الله وخلفتم الولاية لمن خلفها النبي [صلوات الله عليه وآله، أ] والله لما عال ولي الله ولما اختلف [أ:اختلفا. ر: اختلفتا] إثنان في حكم ولا سقط سهم من فرائض الله ولا تنازعت هذه [أ، ر: بهذه] الأمة [و. ر] في شيء من أمردينها إلاّ وجدتم علم ذلك عند أهل بيت نبيكم، لأنّ الله تعالى يقول في كتابه العزيز: { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته } فذوقوا وبال ما فرطتم { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }.
فرات قال: حدثني محمد بن عيسى [ر: على] بن زكريا الدهقان معنعناً: عن عبيد بن وايل قال: رأيت أبا ذر [الغفاري رضي الله عنه. ر] بالموسم وقد أقبل بوجهه على الناس وهو يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن اليمان أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول كما قال الله تعالى: { إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم } فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم من نوح والآل من إبراهيم والصفوة والسلالة من إسماعيل والعترة الهادية من محمد [صلى الله عليه وآله. أ. ر: عليهم الصلاة والسلام والتحية والإكرام] به شرف شريفهم وبه استوجبوا الفضل على قومهم، فأهل بيت محمد [ر: النبي]ُ فينا كالسماء المرفوعة والأرض المبسوطة والجبال المنصوبة والكعبة المستورة [أ: المنبوية.أ (هـ): المستورة. ب: المبنية] والشمس المشرقة والقمر الساري والنجوم الهادية والشجرة الزيتونة أضاء زيتها وبورك في زيتها [أ، ر: زبدها] [محمد (خ: فمحمد) صلى الله عليه وآله وسلم. ب. أ، ر: عليهم السلام وإن منهم] وصي آدم في علمه [ر: عمله] ومعدن العلم بتأويله وقائد الغر المحجلين [محمد عليه الصلاة والسلام. أ، ر] والصديق الأكبر علي بن أبي طالب عليه السلام، ألا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أمّ والله لوقدمتم من قدم الله ورسوله وأخرتم من أخر الله ورسوله ما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله ولا تنازعت هذه الأمة في شيء بعد نبيها إلاّ وعلم ذلك عند أهل بيت نبيكم فذوقوا وبال ما كسبتم [خ: أمركم] { وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون }.