التفاسير

< >
عرض

وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَانَ بِوَٰلِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَٰلُهُ ثَلٰثُونَ شَهْراً حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِيۤ أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحاً تَرْضَٰهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيۤ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
١٥
-الأحقاف

تفسير فرات الكوفي

{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا 13=30/ فصّلت } { رب أوزعني أن أشكر نعمتك التى أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي 15 }
قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان الحسيني قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن عمرو بن طريف [أ: ظريف] الحجري قال: حدثنا عقبة بن مكرم الضبي قال: حدثنا أبو تراب عمرو [ب، أ (خ ل): عمر] بن عبد الله بن هارون الطوسي الخراساني قال: حدثنا أحمد بن عبد الله أبو علي الهروي الشيباني قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن آبائه:
"عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لقد هممت بتزويج فاطمة الزهراء عليها السلام [أ، ب: بنت رسول الله (ص. ب) حيناً وإن ذلك متخلخل في قلبي ليلي ونهاري ولم أجترء أن أذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فقال لي: يا علي. قلت: لبيك يا رسول الله. فقال [ر: قال]: هل لك في التزويج؟ فقلت: رسول الله أعلم إذا هو يريد أن يزوجني بعض نساء قريش. وإني لخائف على فوت فاطمة فما شعرت بشيءٍ يوماً إذ أتاني [رسول. أ، ب] رسول الله فقال: يا علي أجب رسول الله وأسرع فما رأينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأشد فرحاً منه اليوم.
قال: فأتيته مسرعاً فإذا هو في حجرة أم سلمة فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى أسنانه تبرق فقال: أبشر يا علي فإن الله قد كفاني ما كان قد أهمني من أمر تزويجك. قلت: وكيف ذلك يا رسول الله؟ فقال:
أتاني جبرئيل عليه السلام ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها وطيبها [ر، أ: ولينها] فأخذتها وشممتها فقلت له: يا جبرئيل ما سبب هذا السنبل والقرنفل؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أمر سكان الجنة من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنة كلها بمغارسها وأشجارها وأثمارها وقصورها، وأمر ريحاً فهبت بأنواع الطيب والعطر، فأمر حور عينها بالغناء فيها بسورة طه ويس وطواسين و [حم. ب] عسق ثم نادى منادٍ من تحت العرش: إلا إن اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب عليه السلام ألا إني أشهدكم أني قد زوجت فاطمة بنت محمد بن عبد الله إلى [خ (خ ل): من] علي بن أبي طالب [ع.ب] رضىً مني بعضهم لبعض، ثم بعث الله سبحانه [سحابة. خ] بيضاء فقطرت عليهم من لؤلؤها ويواقيتها وزبرجدها، فقامت [خ: وقامت] الملائكة فتناثرت من سنبل الجنة وقرنفلها، وهذا مما نثرت الملائكة، ثم [أمر الله تبارك وتعالى. خ] ملكاً من الملائكة يقال له: راحيل - وليس في الملائكة أبلغ منه - فقال له: اخطب يا راحيل، فخطب بخطبةٍ لم يسمع بمثلها أهل السماء و[لا. أ، ب] أهل الأرض، ثم نادى منادٍ: يا ملائكتي وسكان [سماواتي و. ب] جنتي باركوا علي تزويج علي بن أبي طالب وفاطمة [عليهما السلام. ر] فقد باركت أنا عليهما ألا إني زوجت أحب النساء إلي [إلى.أ. خ: من] أحب الرجال إليّ بعد النبيين والمرسلين فقال راحيل الملك: يا رب وما بركتك لهما بأكثر مما رأينا من إكرامك لهما في جنانك و دورك وهما بعد في الدنيا؟ فقال: من بركتي فيهما - أو قال عليهما - أني أجمعهما على محبتي وأجعلهما معدنين لحجتي إلى يوم القيامة، وعزتي وجلالي لأخلقن منهما خلقاً ولأنشئن منهما ذرية فأجعلهم خزاناً في أرضي ومعادن لعلمي ودعائم لكتابي ثم احتج على خلقي [بهم] بعد النبيين والمرسلين.
فأبشر يا علي فإن الله تبارك وتعالى قد أكرمك بكرامة لم يكرم [الله. أ، ر] بمثلها أحداً، قد زوجتك فاطمة ابنتي على ما زوجك الرحمان فوق عرشه وقد رضيت لها ما رضي الله [لها. ب] فدونك أهلك فإنك أحق بها [ر: لها] مني ولقد أخبرني جبرئيل [عليه السلام. ر] أن الجنة وأهلها لمشتاقة إليكما، ولولا أن الله قدر أن يخرج منكما ما يتخذ به على الخلق حجة لأجاب فيكما الجنّة وأهلها، فنعم الأخ أنت ونعم الخلف [خ: الختن] أنت ونعم الصاحب أنت، وكفاك برضا [ك. أ، ر] الله رضى.
فقال علي [بن أبي طالب عليه السلام. ر، أ]: يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني ذكرت في الجنة فزوجني الله في ملائكته. فقال: يا علي إن الله [تعالى. ر] إذا أكرم وليه أكرمه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت وإنما حباك الله في الجنة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت. فقال علي بن أبي طالب [عليه السلام. أ، ر] يا { رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي } فقال رسول الله [ر: النبي] صلى الله عليه وآله وسلم: آمين آمين يا رب العالمين ويا خير الناصرين"
.