التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ
١٢٤
-الأنعام

تفسير فرات الكوفي

{ الله أعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ124 }
فرات قال: حدثنا جعفر بن أحمد معنعناً:
عن زيد بن علي [عليه السلام. ر] قال: [يا. أ] أيها الناس إن الله بعث في كل زمان خيرة ومن كل خيرة منتجباً خيرة [ر: حيوة. ظ: حبوة] منه قال: { الله أعلم حيث يجعل رسالته } فلم يزل يتناسخ خيرته حتى خرج محمد [ر: محمداً] صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل تربة وأطهر عترة أخرجت للناس، فلما قبض الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ولا عارف امخركم [ن: انجزكم] بعد زخورها وحصن [ن: وحصرت] حصونكم بعد بأورها [ن: منعتها] وافتخرت قريش على سائر الأحياء بأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم [ر: عليهم الصلاة والسلام] كان قرشياً، ودانت العجم للعرب بأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كان عربياً حتى ظهرت الكلمة وتمت النعمة فاتقوا الله عباد الله وأجيبوا إلى الحق وكونوا أعواناً لمن دعاكم إليه ولا تأخذوا سنة بني إسرائيل كذبوا أنبياءهم وقتلوا أهل بيت نبيهم.
ثم أنا أذكركم أيها السامعون لدعوتنا [ر: لدعوته] المتفهمون لمقالتنا بالله العظيم الذي لم يذكر المذكرون بمثله، إذا ذكر [تمـ] ـوه وجلت قلوبكم واقشعرت لذلك جلودكم، ألستم تعلمون أنا ولد نبيكم المظلومون المقهورون، فلا سهم وُفِّينا ولا تراث أُعطينا، وما زالت بيوتنا تهدم وحرمتنا تنتهك وقائلنا يعرف [2: يقهر]، يولد مولودنا في الخوف، وينشأ ناشئنا بالقهر ويموت ميتنا بالذل.
ويحكم أن الله قد فرض عليكم جهاد أهل البغي والعدوان من أمتكم على بغيهم وفرض نصرة أوليائه الداعين إلى الله وإلى كتابه قال:
{ { ولينصرن الله من ينصره إنّ الله لقوي عزيز } [40/ الحج]. ويحكم إنّا قوم غضبنا لله ربنا، ونقمنا الجور المعمول به في أهل ملتنا، ووضعنا من توارث الإمامة والخلافة وحكم [ن: ويحكم] بالهوى [ن: بالهواء] ونقض العهد، وصلى الصلاة لغير وقتها، وأخذ الزكاة من غير وجهها ودفعها إلى غير أهلها، ونسك المناسك بغير هديها، وأزال الأفياء والأخماس والغنائم ومنعها الفقراء والمساكين وابن السبيل، وعطل الحدود وأخذ منه [خ: بها. ب، ر: وأخدمة] الجزيل، وحكم بالرشا والشفاعات والمنازل، وقرب الفاسقين وميل [ب: ومثل بـ] الصالحين، واستعمل [أهل] الخيانة وخوّن أهل الأمانة، وسلط المجوس وجهز الجيوش وخلّد في المحابس وجلد المبين وقتل الوالد [ب: الولد 20: الولدان] وأمر بالمنكر ونهى عن المعروف بغير مأخوذٍ [ر: عن] كتاب الله وسنة نبيه.
ثم زعم زاعمكم الهزاز على قلبه يطمع خطيئته أن الله استخلفه يحكم بخلافته [ب: بخلافه] ويصد عن سبيله وينتهك محارمه ويقتل [ن: يقبل] من دعا إلى أمره، فمن أشرّ عند الله منزلة من [ر، ب: من] افترى على الله كذباً أو صدّ عن سبيله أو بغاه عوجاً، ومن أعظم عند الله أجراً ممن [ر: من] أطاعه وأدان بأمره وجاهد في سبيله وسارع في الجهاد، ومن أشر عند الله منزلة ممن يزعم أن بغير ذلك يحق عليه ثم يترك ذلك استخفافاً بحقه وتهاوناً في أمر الله وإيثاراً لدنياه،
{ { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين } [32/ فصلت].