التفاسير

< >
عرض

بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
٩٠
مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ
٩١
عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٩٢
قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ
٩٣
رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٩٤
وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ
٩٥
ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ
٩٦
وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّياطِينِ
٩٧
وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ
٩٨
-المؤمنون

تفسير الأعقم

{ بل أتيناهم بالحق } أي بالصدق في التوحيد والدين { وإنهم لكاذبون } في قولهم ان الأصنام آلهة وأن لله ولداً وأن الملائكة بنات الله وغير ذلك مما يزعمون { ما اتخذ الله من ولد } لأن اتخاذ الولد هو أن يجعل غيره مقام ولده لو كان له وهذا محال في صفات القديم { وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق } قال جار الله: لانفرد كل واحد من الآلهة بخلقه الذي خلقه واستبد به، ولرأيتم ملك كل واحد منهم متميزاً من ملك الآخر { ولعلا بعضهم على بعض } كما يرون حال ملوك الدنيا ممالكهم متغايرة وهم متغالبون، وحين لم يروا أثراً لهما من الممالك والتغالب فاعلموا أنه إله واحد بيده ملكوت كل شيء، ولعلا بعضهم على بعض أي يغلب بعضهم بعضاً وكان الضعيف لا يكون إلهاً { سبحان الله عما يصفون } أي براءة له وتنزيهاً عما يصفه المشركون من الأنداد والأولاد { عالم الغيب والشهادة } يعني يعلم ما غاب وما حضر فلا يخفى عليه شيء { قل } يا محمد { رب اما تريني ما يوعدون } هؤلاء الكفار من العذاب في الدنيا والآخرة { رب فلا تجعلني في القوم الظالمين } يعني لا تجعلني قريباً لهم ولا تعذبني بعذابهم، وقيل: هو عذاب الدنيا، وقيل: هو عذاب الآخرة { وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون } من العذاب المعجل، وقيل: من العذاب المؤجل، وقيل: عذاب الآخرة { ادفع بالتي هي أحسن السيئة } قيل: اعرض عن أذاهم ولا تعجل عليهم بالسيئة والقتال ولكن بالعظة الحسنة، ونسختها آية السيف، قال جار الله: والمعنى الصفح عن إساءتهم ومقابلتها بما أمكن من الإِحسان حتى إذا اجتمع الصفح والإِحسان وبذل الاستطاعة فيه كانت حسنة مضاعفة، وعن ابن عباس: هو شهادة أن لا إله إلا الله والسيئة الشرك، وقيل: ادفع بمعاشرتك أذاهم عن نفسك، وقيل: هي محكمة لأن المداراة محثوث عليها { نحن أعلم بما يصفون } فنجازيهم به { وقل رب أعوذ بك } أي استجيرك { من همزات الشياطين }، قيل: نزغاتهم، وقيل: وساوسهم، قال جار الله: والمعنى أن الشياطين يحثّون الناس على المعاصي ويغرونهم عليها كما تهمز الراضة الدواب حثَّاً لها على المشي { وأعوذ بك رب أن يحضرون } في...... الأمور بالتعوذ من أن يحضروه أصلاً، وعن ابن عباس عند تلاوة القرآن.