التفاسير

< >
عرض

هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ
٢٢١
تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
٢٢٢
يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ
٢٢٣
وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ
٢٢٤
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ
٢٢٥
وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ
٢٢٦
إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱنتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
٢٢٧
-الشعراء

تفسير الأعقم

{ هل أنبئكم } أخبركم { على من تنزّل الشياطين } { تنزّل على كل أفّاك أثيم } يفعل الإِثم. قيل: هم الكهنة والمتنبئة كشق وسطيح ومسيلمة وطليحة { يلقون السمع } هم الشياطين كانوا قبل أن يحجبوا بالرجم يسمعون إلى الملأ الأعلى فيحفظون بعض ما يتكلمون به عما اطلعوا عليه من الغيوب ثم يوحون إلى أوليائهم لأنهم يُسمِعونهم ما لم يَسمَعوا، وقيل: يلقون إلى أوليائهم السمع، أي المسموع من الملائكة، وقيل: الأفّاكون يلقون السمع إلى الشياطين فيلقون وحيهم إليهم أو يلقون المسموع من الشياطين إلى الناس { وأكثرهم } الأفاكون { كاذبون } يفترون على الشياطين ما لم يوحوا إليهم { والشعراء يتّبعهم الغاوون }، قيل: غواة قومه، وقيل: الرواية، وقيل: كفار الإِنس والجن، قال جار الله: والشعراء وما هم عليه من الهباء وتمزيق الأعراض والقدح في الأنساب، ومدح من لا يستحق المدح، لا يستحسن ذلك ولا يطرب على قولهم إلا الغاوون السفهاء، وقيل: الغاوون: الراوون، وقيل: الشياطين، وقيل: هم شعراء قريش عبد الله بن الزبعري وهبيرة بن وهب المخزومي ومسافع بن عبد مناف قالوا: نحن نقول مثل ما يقول محمد، وكانوا يهجونه ويجتمعون إليهم الأعراب يستمعون { ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون } يعني وادي من أودية الكلام، وقيل: أراد المذاهب المختلفة كقوله: "أنت في واد وأنا في واد" { يهيمون } يذهبون { وأنهم يقولون ما لا يفعلون } من الغزل والمدح والذم { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } وهم شعراء المؤمنين كحسان بن ثابت وعبد الله بن روّاحة، والكعبان كعب بن مالك، وكعب بن زهير، قال جار الله: استثنى الشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله وتلاوة القرآن، وإذا قالوا شعراً قالوه في توحيد الله والثناء عليه والحكمة والموعظة والزهد ومدح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومدح الأمَّة وكان هجاؤهم على سبيل الانتصار ممن يهجوهم، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لحسان: "قل فروح القدس معك" { وذكروا الله كثيراً } يعني لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله { وانتصروا من بعد ما ظلموا } أي ردوا على المشركين فيما هجوا به وانتصروا لأنفسهم وللمسلمين { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } هذا مبالغة في وعد الكلمة وكان السلف الصالح يتواعدون بها.