التفاسير

< >
عرض

لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ ٱللَّهِ آنَآءَ ٱللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ
١١٣
يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـٰئِكَ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ
١١٤
وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَروهُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ
١١٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
١١٦
مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
١١٧
-آل عمران

تفسير الأعقم

قوله تعالى: { ليسوا سواء من أهل الكتاب } الآية، قيل: لما أسلم عبد الله بن سلام وجماعة معه، قال أحبار اليهود: ما آمن بمحمد إلا أشرارنا ولو كان من أخيارنا ما ترك دين الآباء فنزلت، وقيل: إنها نزلت في قوم كانوا يصلون بين المغرب والعشاء، وقيل: أنها نزلت في أربعين رجلاً من أهل نجران واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم وكانوا على دين عيسى وصدقوا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون } يعني يجتهدون في تلاوة القرآن في ساعات الليل مع السجود، وقيل: أراد صلاة العشاء لأن أهل الكتاب لا يصلونها، وعن ابن مسعود: "أخر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة العشاء، ثم خرج المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال: أما أنه ليس من الأديان أحدٌ يذكر الله هذه الساعة غيركم وقرأ هذه الآية" ، قوله تعالى: { وما يفعلوا من خير فلن يكفروه } أي لن تحرموا أجره { إن الذين كفروا لن تغني } نزلت في مشركي قريش، قيل: هو عام، قوله تعالى: { مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح } الآية نزلت في أبي سفيان وأصحابه في يوم بدر عند تظاهرهم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: نزلت في جميع الكفار في نفقاتهم وصدقاتهم في الدنيا، وقيل: هو عام وهو ما كانوا ينفقون من أموالهم في المفاخر والمكارم وكسب الثناء وحسن الذكر من الناس، لا يبتغون به وجه الله تعالى، وقيل: هو ما كانوا يتقربون به إلى الله تعالى مع كفرهم، وقيل: هو ما أنفقوه في عداوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فضاع عنهم، ومعنى: { حرث قوم } يريد زرع قوم شبَّهَهُ بالزرع الذي يحسه الرد فذهب حطاماً، { وما ظلمهم الله } بأن لم يقبل نفقاتهم { ولكن أنفسهم يظلمون } بأن لم يطلبوا ما عند الله ولأصحاب الحرث الذين ظلموا أنفسهم، أي وما ظلمهم بهلاك زرعهم، ولكن ظلموا أنفسهم بارتكاب ما استحقوا به العقوبة.