التفاسير

< >
عرض

لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ
٢٨
قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٩
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ
٣٠
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٣١
قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ
٣٢
إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ
٣٣
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٣٤
-آل عمران

تفسير الأعقم

{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين } الآية نزلت في خاطب بن أبي بلتعة، وقيل: نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } ومن يوالي الكفرة فليس من ولاية الله في شيء يقع عليه اسم الولاية، يعني أنه ينسلخ عن ولاية الله رأساً { إلا أن تتقوا منهم تقاةً } إلا أن تخافوا من جهتهم أمراً يجب اتقاءه { ويحذركم الله نفسه } فلا تتعرضوا لسخطه بموالاة أعدائه، وهذا وعيدٌ شديدٌ، ومعنى نفسه ذاته المتميزة عن سائر الذوات { قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه } من ولاية الكفار وغيرها مما لا يرضاه الله تعالى { يعلمه الله } ولم يخف عليه وهو الذي { يعلم ما في السموات وما في الأرض } لا يخفى عليه شيء منه قط، ولا يخفى عليه سركم وعلانيتكم { والله على كل شيء قدير } قادر على عقوبتهم. قوله تعالى: { يوم تجد } منصوب بتَود والضمير في بينه إلى اليوم أي يوم القيامة حين تجد { كل نفس } خيرها وشرّها حاضرين يتمنى { لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً } { والله رؤوف بالعباد }، وعن الحسن من رأفته بهم أن حذّرهم نفسه، قوله تعالى: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } الآية نزلت في قوم من أهل الكتاب قالوا: نحن الذين نحب ربنا، وجعل تصديق ذلك اتباع رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: "وقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على قريش في المسجد الحرام وقد نصبوا الأصنام وزيّنُوها وسجدوا لها، فقال: لقد تركتم ملة إبراهيم وإسماعيل فقالوا: إنما نعبد هذه حباً لله تعالى" ، فنزلت الآية، وقيل: نزلت في نصارى نجران حين قالوا: إنما نعظم المسيح حباً لله تعالى، ومن ادّعى محبَّة الله تعالى وخالف سُنَّة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو كاذبٌ وكتاب الله تعالى يكذبه { إن الله اصطفى آدم ونوحاً } يعني أخبار آدم ونوحاً { وآل إبراهيم } إسماعيل وإسحاق وأولادهما { وآل عمران } موسى وهارون أبناء عمران بن يصهر، وقيل: عيسى ابن مريم بنت عمران بن ماثان، وبين العمرانين ألفٌ وثمانمائة سنة، وقد دخل في آل إبراهيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { ذرية بعضها من بعض } في الدين.