التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكَ مِنْ أَنَبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ
٤٤
إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ
٤٥
وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ
٤٦
قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
٤٧
وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ
٤٨
وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِيۤ أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وٱلأَبْرَصَ وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
٤٩
وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ
٥٠
إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
٥١
-آل عمران

تفسير الأعقم

{ وجيهاً في الدنيا والآخرة } في الدنيا بالنبّوة، وفي الآخرة بالشفاعة وعلوّ الدرجات في الجنة، قوله تعالى: { ومن المقربين } رفعه الله إلى السماء وصحبته الملائكة { ويكلم الناس في المهد } ما يُمهَّد للصبي في مضجعه { وكهلا } المعنى ويكلم الناس في هاتين الحالين كلام الأنبياء من غير تفاوت في حال الطفولية وحال الكهولية { ويعلمه الكتاب } قيل: الخط { والحكمة } سنن الأنبياء (عليهم السلام)، وقيل: قسم الله الخط عشرة أجزاء جعل للمخلوقين جزءاً ولعيسى (عليه السلام) تسعة أجزاء ولما رفع عيسى (عليه السلام) بكت عليه مريم بكاءاً عظيماً فهبط بعد سبعة أيام وأخبرها بحاله وعاشت أمه بعد رفعه ثلاث سنين، وقيل: ستاً وحملت به ولها ثلاث عشرة سنة ورفع (عليه السلام) وله ثلاث وثلاثون سنة { ورسولاً } أي جعله رسولاً إلى بني إسرائيل وكان أول أنبياء بني إسرائيل موسى (عليه السلام) وآخرهم عيسى (عليه السلام) { إني قد جئتكم } أي قال لهم لما بعث: إني قد جئتكم { بآية } أي بحجةٍ وعلامةٍ ودلالةٍ على نبُّوَّتي { كهيئة الطير } أي كصورة الطير { فانفخ فيه } قيل: في المهيَّا، وقيل: في الطين، قيل: أخذ طيناً فجعل منه خفاشاً ثم نفخ فيه فطار { فيكون } طائراً حيَّاً يطير، وروي أنه (عليه السلام) نفخ فيه فطار والناس ينظرون حتى غاب عن أعينهم ثم سقط ميتاً بإذن الله تعالى وإنما أحياه عند نفخ عيسى معجزة له { وأبرئ الأكمه } هو الذي يولد أعمى، وقيل: هو الممسوح العين، وروي أنه ربما اجتمع عليه خمسون ألفاً من المرضى من أطاق منهم أتاه ومن لم يطق أتاه عيسى (عليه السلام) وما كانت مداواته إلا بالدعاء وحده { وأحيى الموتى } روي أنه أحيى سام بن نوح وهم ينظرون فقالوا: هذا سحرٌ فأرنا آية، فقال: يا فلان أكلت كذا، ويا فلان خبئ لك كذا { وما تدخرون } يعني ما معكم في بيوتكم { إن في ذلك لآية } لحجة عظيمة { إن كنتم مؤمنين } مصدقين بما جئت به { ولأُحِلَّ لكم بعض الذي حرم عليكم } في شريعة موسى الشحوم ولحم الابل وكل ذي ظفر { وجئتكم بآية من ربكم } شاهدة على رسالتي، وهي قوله: { إن الله ربي وربكم } لأن جميع الرسل (عليهم السلام) كانوا على هذا القول وآية أخرى من خلق الطين وإبراء الأكمة وإحياء الموتى.