التفاسير

< >
عرض

فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ
٣٣
إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ
٣٤
إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ
٣٥
وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ
٣٦
بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٣٧
إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو ٱلْعَذَابِ ٱلأَلِيمِ
٣٨
وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
٣٩
إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ
٤٠
أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ
٤١
فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ
٤٢
فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ
٤٣
عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ
٤٤
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
٤٥
بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ
٤٦
لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ
٤٧
وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ
٤٨
كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ
٤٩
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ
٥٠
قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ
٥١
يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ
٥٢
أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ
٥٣
-الصافات

تفسير الأعقم

{ فإنهم } فإن الاتباع والمتبوعين جميعاً { يومئذ } يوم القيامة { في العذاب مشتركون } كما كانوا مشتركين في الغواية { إنا كذلك نفعل بالمجرمين } أي كذلك نجزي ونعذب { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلاَّ الله يستكبرون } أي يتكبرون عن قول الحق { ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } يعني محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) { بل جاء بالحق } رد على المشركين { وصدق المرسلين } في الدعاء إلى التوحيد، وقيل: نبوتهم { إنكم } أيها الكافرون { لذائقوا العذاب الأليم } الوجيع { وما تجزون إلاَّ ما كنتم تعملون } من المعاصي في الدنيا { إلا عباد الله المخلصين } الذين أخلصوا العبادة لله تعالى فاصطفاهم { أولئك لهم رزق معلوم } منعوت من طيب طعم ورائحة ولذة وحسن منظر، وقيل: معلوم الوقت كقوله: { { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } [مريم: 62]، وعن قتادة: الرزق المعلوم الجنة { وهم مكرمون } معظمون { في جنات النعيم } { على سرر متقابلين } أي يقابل بعضهم بعضاً { يطاف عليهم بكأس } إناء فيه شراب، وعن الأخفش: كل كأس في القرآن فهي الخمر وكذا في تفسير ابن عباس { من معين } وهو الجاري على وجه الأرض الظاهر للعيون { بيضاء } صافية في نهاية النظافة { لذة للشاربين } { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }، قيل: لا تغتال العقول فتذهب بها، والغول ما غاله يغوله إذا أهلكه وأفسده، ومنه الغول التي في تكاذيب العرب، وفي أمثالهم: الغضب غول الحليم { ولا هم عنها ينزفون } أي لا ينزف عقولهم بالسكر من نزف الشارب إذا ذهب عقله، ويقال للسكران: نزيف ومنزوف، والمعنى لا فيها فساد قط من أنواع الفساد التي في شرب الخمر من مرض أو صداع أو خمار أو تأثيم أو غير ذلك ولا هم يسكرون { وعندهم قاصرات الطرف } قصرت أبصارهن على أزواجهن، والعين النّجل العيون { كأنهن بيض مكنون } أي مصون شبههم ببيض النعام المكنونة في الاداح، وقيل: شبّه لونهن بالبيض في البياض { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } يعني أهل الجنة يسأل بعضهم بعض عما جرى لهم وعليهم: { قال قائل منهم إني كان لي قرين } أي صاحب في الدنيا، قيل: كان شيطاناً، وقيل: كان من الإِنس، ثم اختلفوا قيل: كانا أخوين، وقيل: شريكين، وقد تقدم خبرهما في سورة الكهف في قوله: { { واضرب لهم مثلاً رجلين } [الكهف: 32] الآية وكان أحدهما مؤمن يسمى ياهودا والآخر كافر اسمه فرطوس، وقيل: هذا في كل قرين شر يصاحب مسلماً يقول القرين: { أئنك لمن المصدقين } بالبعث { أئذا متنا وكنَّا تراباً } في الأرض { وعظاماً } بالية { أئنا لمدينون } لمجزيّون من الدين وهو الجزاء.