التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا هُدًى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
١١
ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلْبَحْرَ لِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
١٢
وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
١٣
قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٤
مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ
١٥
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ٱلْعَالَمينَ
١٦
وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ فَمَا ٱخْتَلَفُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
١٧
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
١٨
إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلْمُتَّقِينَ
١٩
هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ
٢٠
-الجاثية

تفسير الأعقم

{ هذا هدى } القرآن دلالة على الدين { والذين } كذبوا بآيات الله { لهم عذابٌ من رجز أليم } { الله الذي سخَّر لكم } أي لمصالحكم ومنافعكم { ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } في الدلالة { قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله } الآية نزلت في عمر بن الخطاب وذلك أن رجلاً من غفار شتمه فهمّ عمر أن يبطش به فأنزل الله تعالى هذه الآية وأمر بالعفو عنه، يعني يتركوا مجازاتهم على الأذى لهم، وقيل: هو وعيدٌ لهم كما يقال: دعني وفلاناً لا يرجون أيام الله، قيل: لا يرجون آياته نعمه وثوابه في الآخرة، وقيل: لا يخافون عقابه ونقمته { ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون } { من عمل صالحاً فلنفسه } أي منافعه { ومن أساء فعليها } أي من عمل معصية فعليها أي وبالها عليه { ثم إلى ربكم ترجعون } إلى الموضع الذي يحكم فيه بين عباده { ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب } يعني التوراة، قيل: كتب الأنبياء من بني إسرائيل { والحكم }، قيل: العلم بالدين، والحكم قيل: الفصل في الأمور بين الناس { والنبوّة } فبعث منهم أنبياء { ورزقناهم من الطيبات } أي أعطيناهم من أنواع الطيبات، وقيل: المراد به المن والسلوى { وفضّلناهم على العالمين }، قيل: على عالمي زمانهم { وآتيناهم بينات من الأمر } أحكام التوراة { فما اختلفوا } في أمر دينهم { إلا من بعدما جاءهم العلم بغياً بينهم } طلباً للرئاسة وترك الانابة إلى الله تعالى { إن ربك يقضي بينهم } أي يحكم ويفصل { يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } فيقضي بين المحق والمبطل { ثم جعلناك على شريعة من الأمر } أي طريقة وسنة من الأمر من الدين وهو الإِسلام { فاتبعها } أي فاتبع الشريعة بأن تعمل { ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } أي الجهال { إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً } أي لا يدفعون عذاباً إن نزل بك { وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض } ينصر بعضهم بعضاً ويتولى بعضهم بعضاً { والله ولي المتقين } أي ناصرهم { هذا } أي القرآن { بصائر للناس } أي معالم في الدين يبصرون به أمر دينهم { وهدىً } بيان ودلالة { ورحمة } أي نعمة { لقوم يوقنون } خصهم لانتفاعهم به.