التفاسير

< >
عرض

وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَالَمِينَ
٨٠
إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
٨١
وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ
٨٢
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ
٨٣
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ
٨٤
-الأعراف

تفسير الأعقم

قوله تعالى: { ولوطاً } أي وأرسلنا لوطاً وهو ابن أخي ابراهيم (عليه السلام)، أرسله الله تعالى إلى المؤتفكات، وهي سبع مدائن، وقيل: خمس أعظمها سدوم وكان مسكنه فيها، وفي كل قرية منها مائة ألف مقاتل، فبعث الله تعالى لوطاً إلى هذه المدائن فعصوا وفعلوا الفواحش كما قص الله تعالى عنهم { { إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين } [العنكبوت: 28] { إنكم لتأتون الرجال } هم أول من فعل هذه الفاحشة اتيان الذكور فبعث الله جبريل مع جماعة من الملائكة لإهلاك قوم لوط، وأمرهم أن يبشروا إبراهيم بإسحاق، ثم خرجوا حتى أتوا لوطاً (عليه السلام) فنزلوا عليه وهم على أحسن صورة، ودلت امرأته قومه عليهم حتى طمست أعينهم، وخرج جبريل ولوط ومن آمن معه وأهلكهم الله تعالى عند الصبح، ورفع تلك المدائن حتى قربت من السماء، ثم قلبها جبريل فهلكت امرأته مع من هلك، ورمت الحجارة من كان غائباً حتى لم يبق منهم أحد، وقيل: أمطرعليهم الكبريت والنار، وقيل: خسف بالمقيمين منهم وأمطر على مسافريهم، وقيل: مطرت عليهم ثم خسف بهم، وروي أن تاجراً منهم كان بالحرم فوقف له الحجر أربعين يوماً حتى قضى تجارته وخرج فوقع عليه، وروى الثعلبي: أن بلاد قوم لوط أخصبت فانتجعها أهل البلاد، فتمثل لهم ابليس في صورة رجل شاب ثم دعا إلى دبره فنكح، ثم عبثوا بذلك العمل، فلما كثر ذلك فيهم عجّت الأرض إلى ربها فسمعت السماء فعجّت إلى ربها، ثم كذلك العرش، فأمر الله تعالى السماء أن تحصبهم وأمر الأرض أن تخسف بهم، وروي فيه أيضاً: أن ابليس عرض لهم في صورة شيخ فقال: ان فعلتم بهم كذا فجرتم منهم فأبوا، فلما ألحّ الناس عليهم قصدوهم، فأصابوا غلماناً صباحاً فافحشوا واستحكم ذلك فيهم، قال الحسن: كانوا لا ينكحون إلاَّ الغرباء.