التفاسير

< >
عرض

يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ قُلِ ٱلأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
١
إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَٰناً وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
٢
ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
٣
-الأنفال

تفسير الأعقم

{ يسألونك عن الأنفال } النفل الغنيمة لأنها من فضل الله تعالى وعطائه، وهو أن يقول الإِمام في الحرب: "من قتل قتيلاً فله سلبه" أو قال لسريته: "ما أصبتم فهو لكم ويلزم الإمام الوفاء بما وعد منه" وعند الشافعي في أحد قوليه: لا يلزم، ولقد وقع الاختلاف بين المسلمين في غنائم بدر وقسمتها فسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف يقسم ولمن الحكم في قسمته أللمهاجرين أم للأنصار أم لهم جميعاً؟ فنزلت السورة وبيَّن أن أمر ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليكم فيها كيف شاء ليس لأحد غيره فيها حكم، "وعن سعد بن أبي وقاص: قُتِل أخي عمير يوم بدر، فقتلت به سعد بن أبي العاص، وأخذت سيفه فأعجبني، فجئت به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقلت: إن الله قد شفى صدري من المشركين فهب لي هذا السيف، فقال: ليس هذا لي ولا لك فطرحتُه وبي ما لا يعلمه إلا الله تعالى من قتل أخي وأخذ سلبي، فما جاوزت إلاَّ قليلاً حتى جاءني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد نزلت سورة الأنفال فقال لي: يا سعد إنك سألتني السيف وليس لي وإنه قد صار لي فخذه" وعن عبادة بن الصامت: نزلت فينا يا معشر أهل بدر { قل الأنفال لله والرسول } يعني أنها مختصة بالله ورسوله بأمر الله تعالى بقسمها على ما يقتضيه حكمه بأمر الله تعالى، وكان في ذلك تقوى الله، وطاعة رسوله، واصلاح ذات البين { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله }، قيل: ذكر بتوحيده وصفاته ووعده ووعيده { وجلت قلوبهم } يعني خافت، وقيل: فزعت استعظاماً لذكره { وإذا تليت عليهم آياته } يعني القرآن { زادتهم إيماناً } تصديقاً إلى تصديقهم { وعلى ربهم يتوكلون } أي يفوضون أمرهم إليه { الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } يريد الزكاة المفروضة، وقيل: على سبيل البر.