التفاسير

< >
عرض

دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٠
وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
١١
-يونس

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { دَعْوَاهُمْ فِيهَا } أي: قولهم فيها: أي في الجنة { سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ } أي سبحانك ربنا في تفسير الحسن. وكذلك قال غيره: ذلك قولهم فيها { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } أي يحيي بعضهم بعضاً بالسلام، وتحيتهم بالملائكة عن الله عزّ وجلّ بالسلام. والسلام اسم من أسماء الله، وهي تحية أهل الإِسلام في الدنيا. وقال الحسن: السلام اسم من أسماء الله الحسنى.
قوله: { وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ } أي إن أول كلامهم التسبيح وآخره الحمد لله. قال الحسن: إن أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح كما يُلهمون النفَس.
قوله: { وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ } أي: فلو يجعل الله للناس ذلك الشر كاستعجاله بالخير { لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } [وهو ما يدعو به الإِنسان على نفسه وولده وماله، ولو استجاب الله عزّ وجلّ له لأهلكه]. وقال مجاهد: لأمات الذي يدعو عليه، مثل قول الرجل لولده وماله: اللهم لا تبارك فيه والعنه.
ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يتمنَّيَنَّ أحدُكم الموتَ، ولا يدعو به، فإن أحدكم إذا مات انقطع عنه عمله، وإن أحدكم يزداد في أجله خيراً"
وقال في آية أخرى: { خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ ءَايَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } [الأنبياء:37]. أي إن آدم خلق آخر ساعات النهار من يوم الجمعة بعدما خلق الله الخلق. فلما أحيا الله الروح في عينيه ورأسه ولم يبلغ أسفله قلا: ربّ استعجل بخلقي، قد غربت الشمس؛ فهو قوله: { خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ }.
قوله: { فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا } يعني أهل الشرك { فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } قال الحسن: في كفرهم يتمادون. وقال غيره: في ضلالتهم يلعبون. قال: والضلالة والكفر واحد.