التفاسير

< >
عرض

وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَٱخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
١٩
وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا ٱلْغَيْبُ للَّهِ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنتَظِرِينَ
٢٠
-يونس

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً }. قال بعضهم: على الإِسلام ما بين آدم إلى نوح. وكان بينهم عشرة آباء.
وقال مجاهد: كان الناس أمة واحدة، وآدم وحده. وقال غيره: كان الناس أمة واحدة: آدم وحواء.
{ فَاخْتَلَفُوا } أي: حين قتل ابن آدم أخاه.
وقال الحسن: { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً } أهل ضلالات، إلا الخاصة من الناس. وذلك من وفاة آدم إلى مبعث نوح، فإن الأرض لم تخل من أن تكون فيها حجة. { فَاخْتَلَفُوا } أي حتى أتتهم الأنبياء، فآمن بعضهم وكفر بعضهم.
وقال مجاهد: فاختلفوا حِيْن قتل ابن آدم أخاه.
قوله: { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }، تفسير الحسن أنه يعني المؤمنين والكافرين. لولا أن الله قضى ألا يحاسب بحساب الآخرة في الدنيا لحاسبهم في الدنيا بحساب الآخرة، فأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار.
قوله: { وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ } أي هلا أنزل عليه { ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ } يعنون الآيات التي كانت الأمم تسألها أنبياءها. فقال: { فَقُلْ إِنَّمَا الغَيْبُ لِلَّهِ } وهو كقوله
{ إِنَّمَا الأَيَاتُ عِندَ اللهِ } [الأنعام:109] أي: إذا شاء أنزلها. { فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ المُنتَظِرِينَ } أي فستعلمون بمن ينزل عليه العذاب.