قوله: { وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً } والرحمة في هذا الموضع العافية. { مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ } أي من بعد مرض أو شدة أصابتهم، يعني المشركين. { إِذَا لَهُم
مَّكْرٌ فِي ءَايَاتِنَا } قال الحسن: يعني جحوداً وتكذيباً بآياتنا. وقال مجاهد: { مَّكْرٌ فِي
ءَايَاتِنَا } أي: استهزاء وتكذيب.
{ قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً } أي: أسرع عذاباً. قال الحسن: إن الله إذا أراد أن
يهلك قوماً كان عذابه إياهم أسرع من لمح البصر.
قوله: { إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } وهي تقرأ بالتاء والياء. فمن قرأها بالتاء
فيقول للمشركين: { إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }. ومن قرأها بالياء فهو يقول للنبي
عليه السلام: { إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }، يعني المشركين، ويعني الحفظة الذين يكتبون أعمال العباد. يعني ما يمكرون من كفرهم وتكذيبهم. وفي الآية
تقديم: إذا لهم مكر في ءاياتنا قل إن رسلنا يكتبون ما تمكرون قل الله أسرع مكراً.
قوله: { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الفُلْكِ } أي: في
السفن. [يقول هذا للمشركين، ثم قال للنبي عليه السلام] { وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ
طَيِّبَةٍ } للمسير { وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ } أي شديده { وَجَاءَهُمُ المَوْجُ مِن
كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ } أي: أنهم مغرقون { دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ } أي من هذه الشّدّة { لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }. أي: من
المؤمنين.