التفاسير

< >
عرض

وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
٧٨
-هود

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } أي: يسرعون إليه. ذكروا أن مجاهداً قال: الإِهراع الإِسراع في المشي.
قال الحسن: يبتدرونه أي: يبتدرون أضيافه للفاحشة.
قال: { وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ } أي: يأتون الرجال في أدبارهم. وكان لا يفعل ذلك بعضهم ببعض، إنما كانوا يفعلون ذلك بالغرباء.
{ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } أي: هن أحل لكم من الرجال. قال الحسن: فتزوجوهن. ولم يكن حرم يومئذٍ المسلمات على المشركين قال: وكان ذلك في صدر الإِسلام حتى نزلت:
{ وَلاَ تَنْكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ... وَلاَ تُنكِحُواْ المُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا } [البقرة:221] وقال بعضهم: أمرهم أن يتزوجوا النساء.
وفي تفسير الكلبي قال: { هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } أي: من الرجال. أي: هن أحل لكم فتزوجوهن، وقد كان لوط قبل ذلك يأبى أن ينكح في قومه، فلما راودوه عن ضيفه طابت نفسه أن ينكحهن. قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، أي أحلّ لكم. يقول التزويج أحلّ لكم من الفاحشة.
[وقال مجاهد: كل نبي أبو أمته، وإنما عنى ببناته نساء أمته].
قوله: { فَاتَّقُوا اللهَ وَلاَ تُخْزُونِ } أي: ولا تفضحون { فِي ضَيْفِي } كقوله:
{ إِنَّ هَؤُلاَءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونَ } [الحجر:68] والأضياف ضيف، والضيف الواحد ضيف.
قال: { أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } أي: ليس منكم رجل شديد. وهو على الاستفهام، كقوله الرجل: أما منكم رجل رشيد، وهو يعلم أنه ليس فيهم رجل رشيد.