التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ
٨٧
قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
٨٨
-هود

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَا } يعنون أوثانهم. { أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ } أي: أو أن نترك [أن نفعل]. وبعضهم يقرأها أو أن تفعل في أموالنا ما تشاء، أي: أو تأمرك أن تفعل في أموالنا ما تشاء.
{ إِنَّكَ لأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ } أي: إنك أنت السفيه الضال. قال الحسن: أي: إنك لست بالحليم الرشيد. كقوله:
{ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ } [الدخان: 49] أي: إنك لست كذلك.
وأما قوله: { أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ } فقال الحسن: إن الله لم يبعث نبياً إلا فرض عليه الصلاة والزكاة. وهي مثل قوله:
{ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ } [البينة:5].
{ قَالَ يَاقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي } أي: على أمر بيِّن من النبوة { وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً } أي: النبوة { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } فأفعله، في تفسير الحسن. وقال غيره: لم أكن لأنهاكم عن أمر فأركبه.
{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ } أي: وما اعتصامي إلا بالله؛ أي: إن الله الموّفِقُ الهادي إلى كل خير. { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } أي بقلبي وعملي.