التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلْفَحْشَآءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ
٢٤
وَٱسْتَبَقَا ٱلْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى ٱلْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوۤءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٢٥
-يوسف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ } أي: ما أرادته به على نفسها حين اضطجعت له. { وَهَمَّ بِهَا } أي: حلّ سراويله. قال: { لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ }.
ذكروا عن الحسن أنه قال: زعموا أنه رأى يعقوب في صورته قد فرج عنه سقف البيت عاضاً على إصبعه. وكذلك قال غيره. قال مجاهد: مثل له يعقوب فاستحيى منه. وقال بعضهم: قد مثل له يعقوب، قد فرج سقف البيت، مشرفاً عليه، فصرف الله عند وأذهب كل شهوة كانت في مفاصله. وفي تفسير الكلبي: إنه ملك تشبه بيعقوب.
قال الله: { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ } يعني أنه نبي أخلص بالنبوة.
قال بعضهم: فولّى هارباً فاتبعته { وَاسْتَبَقَا البَابَ } فسبقها إلى الباب ليخرج { وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ } أي: شقّته من خلفه. { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا } أي زوجها. ولو لم يعلم حق الزوج وحرمته، إلا أن الله سمّاه سيداً، أي: سيداً للمرأة. قال: وألفينا سيّدها. { لَدَا الْبَابِ } أي: عند الباب. { قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً } تعني الفاحشة { إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي: موجع.