قوله: { وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ } أي:
سبع بقرات عجاف { وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ } أي: ورأيت سبع سنبلات { خُضْرٍ وَأُخَرَ
يَابِسَاتٍ } أي: وسبعا يابسات { يَاأَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيَٰىَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيَا
تَعْبُرُونَ }.
{ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } أي: أخلاط أحلام. وقال الحسن: ألوان أحلام. وقال
بعضهم: فعل أحلام، وقال الأضغاث الأَحْلاَمِ الكاذبة. { وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ
بِعَالِمِينَ }.
{ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا } أي: من المسجونين، وهو الساقي { وَادَّكَرَ بَعْدَ
أُمَّةٍ } يقول: ادَّكر بعد حين، في تفسير مجاهد. وقال الكلبي: بعد سبع سنين. وقال
بعضهم، { بَعْدَ أُمَّةٍ } أي: بعد سنين.
وذكر عكرمة أن ابن عباس كان يقرأها: { بَعْدَ أُمَّهٍ } أي: بعد نسيان.
{ أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ }. وفيها إضمار، وإضمارها. [فأرسله الملك،
فأتى يوسف في السجن فقال: { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ } يعني الصادق.
وقال بعضهم: أيها الرجل الصالح { أفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمَانٍ }
أي: أخبرنا عن سبع بقرات سمان { يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ
يَابِسَاتٍ لَّعَلِّيِ أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }.
فأجابه يوسف فقال: أما السبع البقرات السمان والسبع السنبلات الخضر فهي
سبع سنين تخصِب. وأما السبع البقرات العجاف والسنبلات اليابسات فهي سبع
سنين مجدبة يابسات. قال: يا يوسف، ثم ماذا بعد ذلك؟ قال: { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ
ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }. هذا في تفسير الكلبي.
وقوله: { فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ }، أي: أهل مصر يغاثون بالمطر. { وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }
أي: العنب والزيتون في تفسير بعضهم. قال: وهذا علم أتاه الله علمه لم يسأل عنه.