التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ
٥٤
قَالَ ٱجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
٥٥
-يوسف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي } أي: أتخذه لنفسي. فأتوه به من السجن. { فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا } أي: عندنا { مَكِينٌ } أي: في المكانة والمنزلة. { أَمِينٌ } أي: من الأمانة، كقول الجارية لأبيها في موسى. إذ قالت: { يَا أَبَتِ اسْتَئْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَئْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ } [القصص:26] يعني موسى صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء. وسنذكر ذلك إذا أتينا عليه في سورة القصص [إن شاء الله].
فولاَّه الملك وعزل العزيز. { قَالَ } يوسف: { اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ } يعني أرض مصر، أي: على أقوات أهل الأرض { إِنِّي حَفِيظٌ } لما وليت عليه، { عَلِيمٌ } بأمره. وقال الحسن: يعني عليم بما يصلحهم من ميرتهم.
قال بعضهم: باع منهم يوسف قوتهم عاماً بكل ذهب عندهم، فصار ذهبهم كله له. ثم باعهم عاماً آخر بكل فضة عندهم، ثم باعهم عاماً آخر بكل نحاس عندهم، ثم باعهم عاماً آخر بكل رصاص عندهم، ثم باعهم عاماً آخر بكل حديد عندهم، ثم باعهم عاماً آخر برقاب أنفسهم، فصارت رقابهم وأموالهم كلها له.