التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ
٧٨
قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّـآ إِذاً لَّظَالِمُونَ
٧٩
فَلَمَّا ٱسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِيۤ أَبِيۤ أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ
٨٠
-يوسف

تفسير كتاب الله العزيز

{ قَالُوا يَاأَيُّهَا العَزِيزُ } يعنون يوسف، يعنون على الملك. قال الكلبي: إن يوسف كان العزيز بعد العزيز، سيده الذي ملكه. { إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ } عبداً، ورُدَّه على أبيه، فإنه شيخ كبير. { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ }.
{ قَالَ } يوسف { مَعَاذَ اللهِ أَن نَّأْخُذَ } فنستعبد { إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ } أي: على ما قضوا به على أنفسهم حيث { قَالُوا جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَآؤُهُ } يؤخذ عبداً بتلك السرقة. { إِنَّا إِذاً لَّظَالِمُونَ } [أي: إن أخذنا غير الذي وجدنا متاعنا عنده].
قوله: { فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ } أي: يئسوا من أن يرد عليهم أخاهم { خَلَصُوا نَجِيّاً } أي: خلصوا وحدهم نجِيّاً. جعلوا يتناجون ويتشاورون فيما بينهم في ذلك.
{ قَالَ كَبِيرُهُمْ } وهو روبيل، وهو الذي قال: { لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَاتِ الجُبِّ }. وقال مجاهد: كبيرهم شمعون، وأكبر منه في الميلاد روبيل. { أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللهِ، وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ } قاال الحسن: وقد كانو أعطوا أباهم في يوسف أيضاً عهداً أن يردوه عليه.
{ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ } يعني أرض مصر { حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي } في الرجوع إليه { أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي } بغير الرجوع. وقال بعضهم: أو يحكم الله لي بالموت { وَهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ }.