التفاسير

< >
عرض

كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمُ ٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ
٣٠
-الرعد

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ } يقول: كذلك أرسلناك في أمة كما أرسلنا في الأمم التي قد خلت من قبل هذه الأمم. قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم توافون سبعين أمة أنتم خيرها وآخرها وأكرمها على الله"
قوله: { لِّتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } أي: القرآن { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ }؛ كانوا يقولون: أما الله فنعرفه، وأما الرحمن فلا نعرفه. قال الله: { قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى } [الإسراء:110]. وقال: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا } [الفرقان:60]. هذا في تفسير الحسن.
وقال بعضهم: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم زمان الحديبية حين صالح قريشاً كتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله. فقال مشركو العرب: إن كنت رسول الله ثم قاتلناك لقد ظلمناك، ولكن اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، دعنا نقاتلهم. قال:
"لا، ولكن اكتبوا ما يريدون. إِنّي لمحمد بن عبد الله [وإِني لرسول الله]" . فكتب الكاتب: { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } فقالت قريش: أما الرحمن فلا نعرفه. وكان أهل الجاهلية يكتبون: باسمك اللهم؛ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، دعنا نقاتلهم. قال: "لا، ولكن اكتبوا كما يريدون" ، فأنزل الله { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ }.
{ قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيهِ مَتَابِ }. قال الحسن: يعني التوبة.