التفاسير

< >
عرض

قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً
١٠٠
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً
١٠١
قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً
١٠٢
-الإسراء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي } يعني مفاتيح الرزق { إِذاً لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ } [أي: خشية الفاقة] { وَكَانَ الإِنسَانُ قَتُوراً } أي: بخيلاً يقتّر على نفسه وعلى غيره. يخبر أنهم بخلاء أشحاء، يعني المشركين. وقال بعضهم: { قَتُوراً } أي: مِسِّيكاً.
قوله: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ ءَايَاتٍ بَيِّنَاتٍ }: يده، وعصاه، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم،
{ وَلَقَدْ أَخَذْنَا ءَالَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ، وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ } [الأعراف:130].
قوله: { فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ }. يقول للنبي عليه السلام: فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم موسى { فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً }.
{ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاَءِ } أي: الآيات { إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ } أي: حججاً. يقول: لقد علمتَ يا فرعون، وهذا مقرأ ابن عباس والعامة. وقال ابن عباس: مثل قوله:
{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً } [النمل:14].
وقرأة عليّ بن أبي طالب: { لَقَدْ عَلِمْتُ }، موسى يقوله. أي: لقد علمتُ ما أنزل هؤلاء الآيات إلا ربّ السماوات والأرض بصائر.
قوله: { وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً } أي: مسحوراً في تفسير مجاهد وغيره؛ أي: يدعو بالحسرة والثبور في النار. والثبور الدعاء بالويل والهلاك. وقال الكلبي: { مَثْبُوراً } أي: ملعوناً.