{ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ } أي من أين يكون لي غلام. وقال بعضهم:
كيف يكون لي غلام { وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } أي: ولم أك زانية. { قَالَ:
كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ } أن أخلقه { وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا } أي:
لمن قبل دينه. قال: { وَكَانَ أَمْرَاً مَقْضِيّاً } أي: كائناً. [قال بعضهم: يعني كان
عيسى أمراً من الله مكتوباً في اللوح المحفوظ أنه يكون. فأخذ جبريل جيبها
بأصبعه فنفخ فيه فسار إلى بطنها فحملت.
قال تعالى: { فَحَمَلَتْهُ } قال الحسن: تسعة أشهر في بطنها. وقال بعضهم في
قوله: { فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً } أي: سترة من الأرض بينها وبينهم. { فَانْتَبَذَتْ
بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً } أي منتحياً. أي: انفردت به مكاناً شاسعاً منتحياً.
{ فَأَجَآءَهَا المَخَاضُ } قال مجاهد: فألجأها المخاض { إِلى جِذْعِ النَّخلَةِ
قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا } قال الحسن: مما خشيت من الفضيحة. { وَكُنْتُ
نَسْياً } لا أذكر { مَّنْسِيّاً } أي: لم أذكر.
وقال بعضهم: شيئاً لا يعرف ولا يذكر. وذكر بعضهم فقال: حيضة نسيتها.
وقال بعضهم: المرأة النسوء. وقال الكلبي: { نِسْياً مَّنْسِيّاً } قال القوم ينزلون المنزل
ثم يرحلون فينسون الشيء، فيسمّى ذلك الشيء النسيَ.