قوله عز وجل { إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَن يَّخْشَى } [يقول: وإنما أنزله الله تبارك وتعالى
تذكرة لمن يخشى الله]. وأما الكافر فلم يقبل التذكرة.
قوله: { تَنزِيلاً } أي القرآن أنزله الله تنزيلاً. قال عزّ وجلّ: { مِّمَّنْ خَلَقَ
الأَرْضَ وَالسَّمَاواتِ العُلَى } يعني نفسه.
{ الرَّحْمنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى } قال: استوى أمره في بريته فعلاهم فليس
يخلو منه مكان.
ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينكم وبين السماء مسيرة
خمسمائة عام، حتى عد سبع سماوات هكذا. قال: وبين السماء السابعة وبين
العرش كما بين سماءين. وغلظ هذه الأرض مسيرة خمسمائة عام، وبينها وبين
الأرض الثانية مسيرة خمسمائة عام. حتى عد سبع أرضين هكذا
" .
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش
رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه الأرض، وبين شحمة أذنيه إلى عاتقه خفقان
الطير مسيرة سبعمائة عام يقول: سبحانك حيث كنت وأنت بكل مكان. وبلغنا أن
اسمه زُرَوْفِيل " .