التفاسير

< >
عرض

وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّيۤ إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ
٢٩
أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ
٣٠
-الأنبياء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عزّ وجلّ: { وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إلهٌ مِّن دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } نزلت هذه الآية في إبليس خاصة، دعا إلى عبادة نفسه.
وقال الحسن: ومن يقل ذلك منهم، إن قالوه، ولا يقوله أحد منهم. وكان يقول: إن إبليس لم يكن منهم.
قوله عز وجل: { أَوَلَمْ يَرَ الذِينَ كَفَرُوا } هذا على الخبر في تفسير الحسن { أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا } أي: كانتا ملتزقتين إحداهما على الأخرى في قول الحسن، فوضع الأرض ورفع السماء.
وقال الكلبي: إن السماء كانت رتقاً لا ينزل منها ماء ففتقها الله بالماء وفتق الأرض بالنبات.
وقال بعضهم: كانتا جميعاً ففصل الله بينهما بهذا الهواء فجعله بينهن.
وقال مجاهد: كن مطبقات ففتقهن، أحسبه قال بالمطر. وقال مجاهد: ولم تكن السماء والأرض متماسّتين.
قوله عز وجل: { وَجَعَلْنَا مِنَ المَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أفَلاَ يُؤْمِنُونَ } يعني المشركين. وكل شيء حيّ فإنما خلق من الماء.
ذكروا عن أبي هريرة قال:
" أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إذا رأيتك طابت نفسي، وقرّت عيني، فأنبئني عن كل شيء، فقال: كل شيء حيّ خلق من الماء. فقلت: أنبئني بعمل إذا قمت به دخلت الجنة. قال: أفش السلام، وأطب الكلام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام" .