التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً
٣٢
وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً
٣٣
ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً
٣٤
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً
٣٥
فَقُلْنَا ٱذْهَبَآ إِلَى ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً
٣٦
-الفرقان

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَقَالَ الذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ } أي: هلا { نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } أي: كما أنزل على موسى وعلى عيسى. قال الله: { كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }. [قال قتادة: وَبَيَّنَّاهُ تَبْيِيناً] نزل في ثلاث وعشرين سنة. { وَلاَ يَأتُونَكَ بِمَثَلٍ } يعني المشركين مما كانوا يحاجونه به. قال: { إِلاَّ جِئْنَاك بِالحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } أي: بياناً. وقال بعضهم: أحسن تفضيلاً.
قوله: { الذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً } أي: من أهل الجنة { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } أي: طريقاً في الدنيا، لأن طريقهم إلى النار وطريق المؤمنين إلى الجنة.
قوله: { وَلَقَد ءَاتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ } أي: التوراة { وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً } أي: عويناً. وقال بعضهم: عضداً. وقال الحسن: شريكاً في الرسالة؛ وهو واحد، وذلك قبل أن تنزّل عليهما التوراة، ثم نزلت عليهما قبل، فقال:
{ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الفُرْقَانَ وَضِيَآءً } [الأنبياء: 48] أي: التوراة، وفرقانها حلالها وحرامها وفرائضها وأحكامها.
قال: { فَقُلْنَا اذْهَبَآ إِلَى القَوْمِ الذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا } يعني فرعون وقومه { فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً } أي: فكذبوهما فدمّرناهم تدميراً، يعني الغرق الذي أهلكهم به، كقوله:
{ فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ المُهْلَكِينَ } [المؤمنون: 48] أي: من المعذبين بالغرق في الدنيا ولهم النار في الآخرة.