التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمْرَأَتَينِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
٢٣
فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
٢٤
فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٢٥
-القصص

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ } أي: جماعة من الناس { يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ } أي: الناس عن شائهما؛ وفي بعض القراءة: (تَذُودَانِ النَّاسَ عَنْ شَائِهِمَا)، أي: حابستين شاءهما تذودان الناس عنهما. وقال بعضهم: تمنعان غنمهما أن تختلط بأغنام الناس.
{ قَالَ } لهما موسى: { مَا خَطْبُكُمَا } أي: ما أمركما { قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَآءُ } أي: حتى يسقي الناس ثم نبتغي فضالتهم في تفسير الحسن { وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ }.
{ فَسَقَى لَهُمَا } فلم يلبث أن أروى غنمها { ثُمَّ تَوَلَّى } أي: انصرف { إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } يعني الطعام. وكان بجهد. وقال سعيد بن جبير: كان فقيراً إلى شق تمرة.
قوله: { فَجَآءَتْهُ إحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَآءٍ } واضعة يديها على وجهها. قال الحسن: بعيدة والله عن البذاء.
قال: ويقولون شعيب وليس بشعيب، ولكنه سيد أهل الماء يومئذ؛ ذكروا عن ابن عباس قال: اسم ختن موسى يترى.
{ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ القَصَصَ } أي: خبره { قَالَ } الشيخ: { لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ }.