التفاسير

< >
عرض

لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ
١١١
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ
١١٢
لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ ٱللَّهِ آنَآءَ ٱللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ
١١٣
يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـٰئِكَ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ
١١٤
-آل عمران

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى }. أي بالألسنة، في تفسير الحسن وغيره، وأما أنتم فتنصرون عليهم. { وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ }. يقول: وإن ينصبوا لكم الحرب { يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }.
قوله: { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا } أي: حيثما وجدوا { إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ } قال مجاهد: إلا بعهد من الله وعهد من الناس { وَبَآؤوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ } أي استوجبوا غضباً من الله وغضباً من الناس، أي المؤمنين { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ } يعني ما يؤخذ منهم من الجزية.
قال بعضهم: لا تلقى اليهودي إلا يُنْبِيك أنه مسكين.
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ } يعني أوَّليهم، وليس يعني الذين أدركوا النبي عليه السلام. { ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ }.
قوله: { لَيْسُوا سَوَاءً } يقول: ليس كل أهل الكتاب كافرين. بل { مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ } أي: بأمر الله، مهتدية. يعني من آمن منهم بالنبي عليه السلام في تفسير الحسن.
وقال غيره: ليس كل القوم هلك، قد كان فيهم بقيّة أمة قائمة على كتاب الله وحدوده وفرائضه. وقال مجاهد: أمةٌ عَدْلٌ. { يَتْلُونَ } أي يقرأون { ءَايَاتِ اللهِ ءَانَآءَ الَّيْلِ } أي: ساعات الليل { وَهُمْ يَسْجُدُونَ } أي: يصلّون. { يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ } [يعني بالإِيمان] { وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ } [يعني عن التكذيب بمحمد] { وَيُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ } أي الأعمال الصالحة { وأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ } وهم أهل الجنة.
ذكروا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله، وتكفير للسيئات، ومنهاة عن الاثم، ومَطرَدة للداء عن الجسد" .