التفاسير

< >
عرض

زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلأَنْعَامِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ
١٤
قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ
١٥
-آل عمران

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ وَالخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا }.
ذكروا عن الحسن أنه قال: القنطار ألف دينار ومائتا دينار. وقال بعضهم: ثمانية آلاف مثقال من ذهب أو فضة. وقال بعضهم: القناطير المقنطرة المال الكثير، بعضه على بعض.
وقال بعضهم: الخيل المسوّمة، سيماها، يعني غرّها وتحجيلها. وقال الحسن: الراعية. قال وهي مثل قوله:
{ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ } [النحل:10] أي: ترعون. وقال بعضهم: هي من السيما مثل قوله: { مُسَوِّمِينَ } [سورة آل عمران: 125] أي معلمين. وقوله: { ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا }، والمتاع ما يُستمتع به ثم يذهب. { وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ } أي: حسن المرجع، أي الجنة للمؤمنين.
قوله: { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيرٍ مِّن ذَلِكُمْ } أي من هذا الذي ذكر من متاع الحياة الدنيا. { لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ }. ذكروا عن أنس بن مالك قال: أنهار الجنة تجري في غير خدود: الماء واللبن والعسل والخمر؛ وهو أبيض كله؛ فطينة النهر مسك أذفر، ورضراضه الدر والياقوت، وحافاته قباب اللؤلؤ.
قوله: { خَالِدِينَ فِيهَا } أي لا يموتون ولا يخرجون منها.
قوله: { وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ } أي مطهّرة من الاثم والأذى. قال الحسن: ومن مساوىء الأخلاق.
ذكروا عن الحسن أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في نساء أهل الجنة:
" لا يحضن ولا يلدن ولا يمتخطن ولا يبلن ولا يقضين حاجة إلا حاجة ليس فيها قذر" .
قوله: { وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }. ذكروا عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة ورأوا ما فيها قال لهم: لكم عندي أفضل من هذا. قالوا: ربنا ليس شيء أفضل من الجنة. قال: بلى، أُحِلّ عليكم رضواني" .