التفاسير

< >
عرض

فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ
٦١
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْقَصَصُ ٱلْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٦٢
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِٱلْمُفْسِدِينَ
٦٣
-آل عمران

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ } أي في عيسى { مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ }.
قال الكلبي:
"ثم عادوا إلى النبي عليه السلام فقالوا: هل سمعت بمثل صاحبك؟ قال: نعم. قالوا: من هو؟ قال: آدم، خلقه الله من تراب { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }. قالوا: إنه ليس كما تقول. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: { تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ }، أي نتلاعن، { فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ }. أي: منا ومنكم. قالوا: نعم، نلاعنك. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذاً بيد علي وفاطمة والحسن والحسين؟ فهمّوا أن يلاعنوه؛ ثم نكثوا، وعلموا أنهم لو فعلوا لوقعت اللعنة عليهم، فصالحوه على الجزية" .
وقال بعضهم: ذكر لنا أن نبي الله دعا وفد نجران من النصارى، وهم الذين حاجّوه، فنكصوا وأبوا. فذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقد كاد العذاب أن ينزل على أهل نجران. والذي نفسي بيده لو فعلوا لاستؤصلوا عن جديد الأرض" .
وذكر لنا أن سيدي أهل نجران وأسقفهم لقيا نبي الله فسألاه عن عيسى فقالا له: كل آدمي له أب، فما شأن عيسى لا أب له؟ فأنزل الله: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّنَ المُمْتَرِينَ }... إلى آخر الآية. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقد كاد العذاب يُدلَى على أهل نجران" .
قوله: { إِنَّ هَذَا لَهُوَ القَصَصُ الحَقُُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }. قوله: { فَإِن تَوَلَّوْا } أي عما جاء به النبي عليه السلام { فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ } أي بالمشركين. والمفسدون في هذا الموضع هم المشركون.