التفاسير

< >
عرض

وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٥
يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
١٦
-لقمان

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي: إنك تعلم أني ليس لي شريك، يعني المؤمن. قال: { فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } أي: طريق من أناب إليّ، أي: أقبَلَ إليَّ بقلبه مخلصاً، يعني النبي عليه السلام والمؤمنين. ثم قال: { ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } أي: يوم القيامة { فَأُنَبِّئُكُم } أي: فأخبركم { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: في الدنيا.
قوله: { يَابُنَيَّ } رجع إلى كلام لقمان، تبعاً للكلام الأول حيث قال: { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيِّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ } قال: { إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ } أي: وزن حبة { مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ } بلغنا أن الصخرة التي عليها الحوت الذي عليه قرار الأرض. قال: { أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ } أي: احذر يا بني فإنه سيحصي عليك عملك ويعلمه كما علم هذه الحبة من الخردل. لقمان يقوله لابنه. قال: { إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } أي: لطيف باستخراجها، خبير بمكانها.