التفاسير

< >
عرض

وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً
٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
١٠
-النساء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلْيَخْشَ الذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ } أي بعد موتهم. { فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً }.
ذكروا عن عطاء عن ابن عباس قال: إذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فليحثهم على أن يعطوهم، وليَخَفْ عليهم كما يخاف إذا ترك ذرية ضعافاً. وكان بعضهم يقول: من حضر ميتاً فليأمره بالعدل والإِحسان ولينهه عن الحيف.
ذكروا عن سعيد بن جبير أنه قال: يحضرهم اليتيم والمسكين فيقولون له: اتق الله وصِلهم وأعطهم، ولو كانوا هم لأحبوا أن ينفعوا أولادهم، ولا يَجُرْ في وصيته، وليخش على عياله ما كان خائفاً على عياله إذا حضره الموت.
وقال بعضهم: إذا رأوه قد أوصى فأكثر أمروه أن يعدل، ولا يجحف بورثته.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز من الوصيَّة الثلث.
ذكروا أن علياً دخل على رجل من قومه يعوده فأراد أن يوصي، فقال له علي: إنما قال الله:
{ إِن تَرَكَ خَيْراً } [البقرة:180] وأنت مُقِلّ لا مال لك.
قوله: { إِنَّ الذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً } أي يذهبون به لا يريدون رده، أي استحلالاً له. { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَونَ سَعِيراً }.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث ليلة أسري به فقال:
"أتيت على رجال يلقم أحدهم الحجر فيخرج من دبره. قال: فقلت: من هؤلاء يا جبريل، قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً أو سيصلون سعيراً" . وتفسير الحسن: إنما يأكلون فيه ناراً. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أكل مال اليتيم من الكبائر" .