التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰماً وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً
٥
وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً فَٱدْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً
٦
-النساء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ } أي: النساء هن السفهاء.
وقال مجاهد: هن النساء من كن: بنات أو أخوات أو أمهات. وقال الكلبي: هن النساء والأولاد؛ إذا علم الرجل أن امرأته سفيهة مفسدة، أو ابنه سفيه مفسد، فلا ينبغي له أن يسلّط واحداً منهما على ماله.
قوله: { الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً } لمعايشكم وصلاحكم. قال: { وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا } أي في أموالكم { وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } أي العِدَة الحسنة. وقال بعضهم: أمر الله بهذا المال أن يُخزَن فتُحسَن خِزانتُه، ولا تملكه المرأة السفيهة ولا الصبي السفيه.
قوله: { وَابْتَلُوا اليَتَامَى } أي اختبروا عقولهم ودينهم { حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ } قال مجاهد: يعني الحلم. { فَإِنْ ءَانَسْتُم } أي رأيتم { مِّنْهُمْ رُشْداً } أي صلاحاً في دينهم { فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أن يَكْبَرُوا } أي تبادرون باليتيم أن يكبر فيمنعكم ماله.
قوله: { وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ }. قال بعضهم: المعروف ما سدّ الجوع ووارى العورة.
وقال بعضهم: كان الرجل يلي مال اليتيم، له الحائط من النخل، فيقوم على صلاحه وسقيه، فيصيب من ثَمَره. وتكون له الماشية فيقوم على صلاحها، ويلي علاجها ومؤونتها، فيصيب من جزازها وعوارضها ورِسلها. فأما رقاب المال، فليس له أن يستهلكه ولا أن يأكله.
ذكروا أن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سئلوا عن قول الله عز وجل: { وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ } فقالوا: فينا والله نزلت؛ كان الرجل يلي مال اليتيم له النخل، فيقوم عليها، فإذا طابت الثمرة كانت يده مع أيديهم، مثلما كانوا مستأجرين به غيره في القيام عليها. ذكروا عن سعيد بن جبير أنه قال: يأكل قرضاً.
ذكروا
"أن رجلاً قال: يا رسول الله: إن في حجري يتيماً أفأضربه؟ فقال: اضربه مما كنت ضارباً منه ولدك. قال أفآكل من ماله؟ قال: بالمعروف غير متأثل من ماله مالاً، ولا واق مالك بماله" . قال مجاهد والحسن: هي طعمة أطعمه الله أياها.
قوله: { فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيباً } أي: حفيظاً فيما بينكم وبينهم.