قوله: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ } أي من أن إخوانهم آمنون ظاهرون { أَوِ
الخَوْفِ } يعني القتل والهزيمة { أَذَاعُوا بِهِ } أي أشاعوه وأفشوه. { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى
الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ } قال الحسن: الفقهاء. قال: { لَعَلِمَهُ الذِينَ
يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ } أي الذين يفحصون عنه ويهمّهم ذلك. وقال مجاهد: الذين يتبعونه
ويتحسّسونه منهم.
قوله: { وَلَوَْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً }. ولولا فضل الله
الإِسلام، ورحمته القرآن. وأما قوله: { لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } فإنه تقديم وتأخير؛
يقول: لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلاً، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم
الشيطان.