التفاسير

< >
عرض

فَقَضَٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ
١٢
فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ
١٣
إِذْ جَآءَتْهُمُ ٱلرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ قَالُواْ لَوْ شَآءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
١٤
-فصلت

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { فَقَضَاهُنَّ } يعني خلقهن { سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا } [قال مجاهد: يعني أمره] الذي جعل فيها مما أراد.
قال: { وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ } يعني النجوم { وَحِفْظًا } أي: وجعلنا النجوم حفظاً للسماء من الشياطين، أي: لا يسمعون الوحي. وذلك منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم: قال: { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }.
ذكروا عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا قبل أن يبعث محمد ما نَرَى نجماً يُرمى به. فبينما نحن ذات ليلة إذ النجوم قد رُمي بها. فقلنا: ما هذا؟ إن هذا إلا أمر حدث. فجاءنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث. وأنزل الله هذه الآية في سورة الجن:
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا } [الجن:9]. قوله: { فَإِنْ أَعْرَضُوا } أي: المشركون { فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }. والصاعقة العذاب؛ جاءتهم بفزع فماتوا. ذكروا عن عطاء بن السايب أنه قال: سمعت أبا عبد الرحمان السلمي وإبراهيم يقرآن هذا الحرف: { أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةَ عَادٍ وَثَمُودَ } يعني فَزْعة مثل فزعة عاد وثمود. { إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ } يحذرونهم وقائع الله في الكفار حين كذبوا رسلهم. ويعني بـ { مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } قوم نوح ومن أهلك بعدهم، و بـ { مِنْ خَلْفِهِمْ } عذاب الآخرة، أي أنذروهم عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
{ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً } كقولهم للنبي عليه السلام:
{ أَوْ جَآءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } [الزخرف:53] أي: فيخبرون أنه رسول الله. ومثل قولِهِم: { لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلاَئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [الحجر:7] أي: فتخبرنا أنك رسول الله؛ أي: يقوله كل قوم لرسولهم. { فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ }.