التفاسير

< >
عرض

وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ
٥
وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَآءً وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ
٦
-الأحقاف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ } يعني أوثانهم { وَهُمْ } يعني الأوثان { عَن دُعَائِهِمْ } يعني عن دعاء من عبدها { غَافِلُونَ }.
قوله: { وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }. قال الحسن: إن الله يجمع يوم القيامة بين كل عابد ومعبود، فيوقفون بين يديه، يحشرها الله بأعيانها فينطقها لتخاصم من كان يعبدها، وهو قوله:
{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } الأصنام والذين عبدوها { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } أي فصلنا بينهم بالمسألة، فسألنا هؤلاء على حدة، وهؤلاء على حدة، { وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إيَّانَا تَعْبُدُونَ } أي: ما كنا ندعوكم إلى عبادتنا { فَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ } إِيانا { لَغَافِلِينَ } [يونس:28-29].