التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ أَوْفُواْ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
١٥٢
وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
١٥٣
-الأنعام

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ }. نزلت هذه الآية فكانت جهداً عليهم ألا يخالطوهم في المال ولا في المأكل، ثم أنزل: { وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ } [البقرة:220] فنسختها.
قرة بن خالد قال: سألت الضحاك بن مزاحم عن مخالطة اليتيم في ماله فقال: في نفسي لو قدمت الكوفة إن شاء الله أن أنظر إلى بني أخت لي أيتام، فأخلط طعامي وطعامهم كما يخلط الخليط الأسحم ثم نضرب بأيدينا في نواحيه.
قوله: { وَأَوْفُوا الكَيْلَ وَالمِيزَانَ بِالْقِسْطِ } أي بالعدل { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } أي إلا طاقتها، وقد فسَّرناه قبل هذا الموضع.
قال: { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا } يعني الشهادة { وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } أي ولو كانت الشهادة على ذي قربى، يعني المسلمين. كقوله:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَو الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ } [النساء:135] قال: { وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا } أي ما كان من الحق. { ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } أي لكي تتذكروا.
قوله: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا } أي الإِسلام، طريقاً مستقيماً إلى الجنة. وإنما انتصب لأنه من باب المعرفة، كقولك: هذا عبد الله مقبلاً.
قوله: { فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ } اليهودية والنصرانية وما كان غير ملّة الإِسلام { فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } أي عن سبيل الله، أي الإِسلام. { ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }. أي لكي تتقوا.
وقال مجاهد: { وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ }، أي: البدع والشهوات. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كلّ بدعة ضلالة" .