التفاسير

< >
عرض

وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ
٥٥
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ
٥٦
قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَٰصِلِينَ
٥٧
قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِٱلظَّالِمِينَ
٥٨
-الأنعام

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الأَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ } أي: ولتستبين سبيل المشركين، بالآيات التي فصَّلها الله، فصَّل سبيل المهتدين من سبيل الضلالة.
قوله: { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } يعني الأوثان. { قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ } يعني إنما أعبد الله، ولا أتبع أهواءكم في عبادة الأوثان. { قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ المُهْتَدِينَ }.
قوله: { قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي } أي: النبوّة. { وَكَذَّبْتُم بِهِ } أي: بالقرآن { مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } أي من العذاب لقولهم:
{ عَجِّلْ لَّنَا قِطَّنَا } [سورة ص:16] أي عذابنا، ولقولهم: { اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأنفال:32]، وأشباه ذلك. قال الله: { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذَابِ } [الحج:47].
قوله: { إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ } أي: إِنِ القضاء إلا لله. { يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الفَاصِلِينَ } أي: يحكم بالحق وهو خير الفاصلين. وهي تقرأ على وجه آخر، يقصّ الحق. من قبل القَصَص. والوجه الأول أحسنهما، لأنه ذكر في آخر الآية الفصل. فالفصل فصل القضاء، يقول: يقضي الحق. وهو خير الفاصلين، أي القاضين.
{ قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } أي من عذاب الله { لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } الساعةَ فآتيكم بالعذاب { وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ } أي فهو يعلم أنكم ظالمون مشركون. وهو ظلم فوق ظلم وظلم دون ظلم.