قال: { وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ } يعني المؤمنين { مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ } أي
من حساب المشركين من شيء. قال مجاهد: أي إن قعدوا معهم، ولكن لا تقعد
معهم. قال: { وَلَكِن ذِكْرَى } أي: يذكرونهم بالقرآن { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } أي
فيؤمنوا.
وقال الكلبي: { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءَايَاتِنَا } أي: يستهزءون بها
{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ }؛ إن أصحاب رسول الله قالوا: لئن كنا
كلما استهزأ المشركون بكتاب الله قمنا وتركناهم لا ندخل المسجد ولا نطوف بالبيت،
فرخّص الله للمؤمنين فقال: { وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }، فكان على المؤمنين أن يذكروهم ما استطاعوا.
قوله: { وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً } قال بعضهم: نسختها آية القتال.
قال: { وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ } أي بالقرآن { أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ }. قال
مجاهد: أن تسلم نفس { بِمَا كَسَبَتْ } أي بما عملت، أي تسلم في النار. قال:
{ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ وَلِيٌّ } يمنعها منه { وَلاَ شَفِيعٌ } يشفع لها عنده، وهذا
الكافر. قال: { وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ } أي إن تفتد بكل فدية { لاَ يُؤْخَذْ مِنْهَا } أي
لا يقبل منها.
قال الله: { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا } أي أسلموا في النار { بِمَا كَسَبُوا } بما
عملوا { لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } والحميم الحار الذي قد انتهى حره. { وَعَذَابٌ
أَلِيمٌ } أي موجع { بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ } أي يعملون.