التفاسير

< >
عرض

وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ
١٠٨
قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ
١٠٩
يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
١١٠
قَالُوۤاْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ
١١١
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ
١١٢
وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْوۤاْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ
١١٣
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ
١١٤
-الأعراف

تفسير كتاب الله العزيز

{ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ }، أي أخرج يده من جيب قميصه. ذكروا عن مجاهد أنه قال: من جيبه: أي: من جيب قميصه. قال الحسن: أخرجها والله كأنها مصباح.
وقال الكلبي: بلغنا أن موسى عليه السلام قال: يا فرعون، ما هذه بيدي؟ قال: هي عصا. فألقاها موسى، فإذا هي ثعبان مبين قد ملأت الدار من عظمها، ثم أهوت إلى فرعون لتبتلعه فنادى: يا موسى يا موسى، فأخذ موسى بذنبها فإذا هي عصا بيده. فقال فرعون: يا موسى، هل من آية غير هذه؟ قال: نعم. قال: ما هي. فأخرج موسى يده فقال: ما هذه يا فرعون؟ قال هذه يدك. فأدخلها موسى في جيبه ثم أخرجها فإذا هي بيضاء للناظرين تعشى البصر من بياضها. وبلغنا عن ابن عباس أنه قال: غرزت ذنبها في الأرض ورفعت صدرها ورأسها وأهوت إلى فرعون لتأخذه فجعل يميل ويقول: يا موسى، خذها يا موسى خذها، فأخذها موسى.
{ قَالَ المَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } أي بالسحر { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } أي إنه إذا أخرج بني إسرائيل عنكم فقد أخرجكم من أرضكم، وهو كقوله:
{ وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى } [طَهَ:63] أي بعيشكم الأمثل؛ يعني بني إسرائيل.
قوله: { قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } أي احبسه وأخاه { وَأَرْسِلْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ }. قال له أصحابه: لا تقتله، فإنما هو ساحر، وليس سحره بالذي يغلب سحر سحرتك؛ فإنك إن قتلته أدخلت على الناس في أمره شبهة، ولكن أرجه وأخاه واجمع له السحرة.
قوله: { وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْراً } يعنون العطية { إِن كُنَّا نَحْنُ الغَالِبِينَ. قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ المُقَرَّبِينَ } أي في المنزلة والقربة.