التفاسير

< >
عرض

قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
١٨٨
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَماَّ تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ
١٨٩
-الأعراف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { قُل لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ } أي إنما ذلك بما شاء الله { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ } أي: لو اطلعني الله على أكثر مما أطلعني عليه من الغيب لكان أكثر لخيري عنده؛ ولم يطلعني الله على علم الساعة متى قيامها.
قوله: { وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ } هذا جواب لقول المشركين إنه مجنون؛ فقال الله له: قل: { وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ } أي الجنون، كقولهم لنوح عليه السلام:
{ إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ } [هود:54] أي بجنون. { إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ } أي من العذاب { وَبَشِيرٌ } بالجنة { لِّقَوْمٍ يُّؤْمِنُونَ } وهذا تبع للكلام الأول: { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }.
قوله: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } أي: آدم { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } يعني حواء من ضلعه القصيري اليسرى وهو نائم { لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا }.
قال: { فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ } أي [استمر بها الحمل فأتمته]. { فَلَمَّا أَثْقَلَت } قال بعضهم: استبان حملها، أي فاشتهر بها الحمل. { دَّعَوا اللهَ رَبَّهُمَا } أي: آدم وحواء { لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَالِحاً } أي غلاماً { لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } أي لأنعمك.