التفاسير

< >
عرض

إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ
١٩٦
وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ
١٩٧
وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ
١٩٨
خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ
١٩٩
-الأعراف

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { إِنَّ وَليِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ } أي: القرآن، وأولياؤكم أنتم أيها المشركون الشياطين. قال: { وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِين } أي: يتولى المؤمنين، وهو وليهم.
{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ } يعني الأوثان { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ } من عذاب الله { وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } ثم قال: { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الهُدَى } يعني المشركين { لاَ يَسْمَعُوا } أي: الحجة، لا يسمعونها سمع قبول، وقد سمعوها بآذانهم وقامت عليهم الحجة. { وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ } يعني النبي عليه السلام { وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } يعني الحجة.
قوله: { خُذِ العَفْوَ } ذكروا عن عبد الله بن الزبير قال: خذ العفو من أخلاق الناس. [وقال مجاهد: يقول: خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم بغير تجسس].
وقال الحسن: خذ العفو من المؤمنين من أنفسهم ما لا يجهدهم، يعني الصدقة. والعفو: الفضل عن نفقتك ونفقة عيالك. وكان هذا قبل أن تفرض الزكاة.
ذكرواعن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وأبداً بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى، ولا يلوم الله على الكفاف"
وقال الكلبي: { خُذِ العَفْوَ } أي: ما عفا من أموالهم، وهو الفضل، وذلك قبل أن تفرض الزكاة.
قوله: { وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } أي بالمعروف { وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ } أي عن المشركين. الجاهلون ها هنا المشركون. قال بعضهم: نسخها القتال.